إن كان على الحال المحمودة صيّر المولود مبتّشًا بحّاثًا عن الأخبار طلّابًا للشرائع محبًّا للطبّ صاحب سرّ ينظر في الأمور الخفيّة المستورة صاحب عجائب مغالطًا ينظر ليومه خفيفًا صاحب تدبیر. فطنًا مستقصيًا مستيقظًا محبًّا للفهم والعمل منجحًا. وإن كان زحل على خلاف الحال المحمودة صيّر المولود حقودًا کدر النفس مكدورًا تعاويذ وخديعة خائنًا غير منجح. وأمّا المشتري فإنّه إن ولي التدبير لأمر النفس وحده فإنّه إن /B41v/ كان على الحال المحمودة صيّر أحوال النفس شبيهة بالأحوال التي ذكرنا إلّا أنّها تكون أضعف وأخمد عن غير تمييز مثل أنّه يكون بدّل كبير النفس مبذّرًا وبدّل النقيّ رديء المذهب وبدّل السخي جبانًا وبدّل العفيف معجبًا بنفسه وبدّل الحبّ للناس حسن الخلق وبدّل الجميل الأمر محبًّا للذّة وبدّل العظيم الهمّة تيّاها وبدّل الخير عن B: غير مميّز وما أشبه ذلك. فإن كان المشتري مشاکلًا للمرّيخ فإنّه إن كان في الحال المحمودة صيّر المولود خشنًا مخاصمًا صاحب حرب مدبّرًا صاحب حركة غير خاضع حادًّا صاحب عساكير ذااله T: دالّة صاحب عمل منكيًا منتقمًا محبًّا للغلبة مترأّسًا وقّاعًا على الأمور ودیعًا رجلًا باذلًا T: نازلًا مظفّرًا كبير النفس محبًّا للكرامة غضوبًا مميّزًا صاحب أمر ونهي.
فإن كان المشتري على خلاف ما ذكرنا كان المولود شتّامًا مخلّطًا فظًّا قليل الأعضاء شغابًا صاحب مراء منفردًا بجلده سعًا معجبًا عاصيًا T: غاضبًا سائلًا سريع الانتقال