يؤخذ من القمر ففي أحوال النفس والتأهّل. وأمّا الذي يؤخذ من الشمس ففي أمور الحظوة والشرف وأمّا الذي يؤخذ من وسط السماء ففي سائر حالات التدبير الجزئيّة مثل الأعمال والمصادقة وأمر الأولاد. فإنّا إذا فعلنا T: عملنا كذلك لم يكن صاحب الأمر كوكبًا واحدًا إمّا سعدًا وإمّا نحسًا وهذا هو الصواب إذ كانت /B60r/ قد تعرض كثيرًا في زمان واحد بعينه أعراض متضادّة كما أنّه قد يصاب الإنسان ببعض قراباته ويرث منه مالًا أو يصيبه مرض ويناله في تلك الحال من مرضه خطوة وفائدة أو شرف ويكون متعطّلًا من العمل وتولد B: يولد له أولاد وما أشبه ذلك من الأعراض التي تعرض كثيرًا. وذلك أنّه ليس الحال في البدن والنفس والمال والحظوة والأعراض الجيّدة والرديئة حالًا واحدة حتّى يجب ضرورة أن ينال الإنسان في جميع هذه الأشياء النجح أو الخيبة لكنّ لعلّه أن يكون ممكنًا أن يعرض له شيء يشبه ذلك في الأوقات التي هي غاية السعادة والشقاوة إذا اتّفق أن يجتمع في جميع هذه الهيلاجات أو في أكثرها أن يلقاه B: يلقاها السعود كلّها أو النحوس وكلّما B: كلّها وقلّ ما يعرض ذلك من قبل تعصير [[ال]]طبيعة الإنسان عن بلوغ كلّ واحدة من هاتين الغايتين أو من قبل سرعة ميلها وخروجها عن الاعتدال بسبب تغيّر الأشياء الصالحة والرديئة فعلى هذه الجهة التي ذكرنا نميّز ونفصّل أمر مواضع الهيلاجات.
وأمّا المواضع التي تتلقّى الهيلاجات فليس إنّما ينبغي أن نستعمل منها غير المواضع التي تدلّ على القتل فقط كما يفعل B: نفعل في مدّة العمر بل ينبغي أن نستعملها كلّها جملة ولا ينبغي أيضًا أن نقتصر منها على ما كان نلقّيه تلقاء جسمانيًّا أو على مقابلة أو على تربيع فقط لكنّا نستعمل أيضًا ما كان يلقّيه من التسديس والتثليث والمناظرة المستويّة في القوّة والعالية الإمرة والمنحفظة