فيهم من القوّة الإلاهيّة وإن لم يكن معهم من علم الموضوع كبير شيء.
التفسير
إنّ بطلميوس يريد بالذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الأفضل فيهم من تقدّم ذكرنا له في أحد طريقي علم القضاء والجزء الأفضل فينا هو الذي سمّينا به ناطقين وسمّاه الفلاسفة الجزء الإلهيّ وأجمعوا على أنّ تقدمة المعرفة بالأشياء الكائنة موجودة فيه وأنّ التباس قوّة الغضب والشهوة والحركة ⟨⟨الطبيعيّة⟩⟩ به وجذبها إيّاه إلى خدمة هذا العالم وما يجري عليه أمر الشخص الذي هو فيه من الارتياض بالأعمال هو المانع له من الأخبار بما هو كائن لأنّ هذه القوى تشغله بالحاضر عن المستقبل وإذا انفرد هذا الجزء عن ملابسة هذه القوى ولم يتشاغل بالأعمال المستغرقة لوكده كان خليقًا بالأنذار بما يأتي من الأحداث واستدلّوا على ذلك بظهور ما يظهر منه في جماعة من النسّاك والرهبان وذوي البطالة من الخرّاصين والمزکّنین والزرّاقين.
وذكروا أنّ علّة إخبار كثير من المصروعين بما يكون إنّما هو