قال في الجملة العاشرة وأمّا الفصل الذي عند دائرة نصف النهار فإنّه واحد بعينه في كلّ مسكن وليس يريد ولا على أزمان الفصل الذي يجتمع من قبل الاختلاف الذي يلحق الشمس فقد تبيّن أنّ أكثر فصل اختلاف الشمس أربعة أجزاء ونصف وربع وأكثر اختلاف ممرّ البروج في وسط السماء أربعة أجزاء ونصف هذا إذا أخذ الفصل بين برجين عن جنبتي نقطة واحدة من نقطة الاستواء وبرجين عن جنبتي نقطة واحدة من نقطة الانقلاب فأمّا أن أخذ الفصل بين أكثر من برجين كان أكثر من خمسة أجزاء مثل القوس التي من نصف الدلو إلى نصف الثور والقوس التي من نصف العقرب إلى نصف الدلو.
الجواب أنّ بطلميوس لمّا تكلّم في اختلاف الأيّام بلياليها ابتداء بالاختلاف الذي يعرض من أجل تعديل الشمس فذكر الاختلاف الذي يعرض بين نصفي دائرة البروج اللذين أحدهما يلي البعد الأبعد من فلك الشمس والآخر يلي البعد الأقرب وهو أكثر الاختلاف بين كلّ نصفين من أنصاف دائرة البروج. ثمّ ذكر الاختلاف الذي يعرض من أجل المطالع فابتداء بالاختلاف الذي يعرض في مطالع الآفاق المائلة فذكر أنّ أعظم الختلاف الذي يقع بين نصفي دائرة البروج في الآفاق المائلة هو الاختلاف بين نصفي دائرة البروج اللذين تحدّهما نقطتا الانقلابين لأنّ النصف من دائرة البروج الذي يلي الاعتدال الخريفي يكون مطالعه في جميع الآفاق المائلة أبدًا أكثر من نصف دائرة والنصف من دائرة البروج الذي يلي الاعتدال الربيعي يكون مطالعه في جميع الآفاق المائلة أبدًا أقلّ من نصف دائرة والاختلاف بين مطالع هذين النصفين في الآفاق المائلة هو أكثر اختلاف بين مطالع كلّ نصفين من دائرة البروج في الآفاق المائلة. ثمّ ذكر الاختلاف الذي يعرض في مطالع الكرة المنتصبة وليس في دائرة البروج نصفان يكون مطالع أحدهما في الكرة المنتصبة زائدًا ويكون مطالع النصف الآخر ناقصًا بل كلّ نصفين من دائرة البروج فإنّ مطالعهما في الكرة المنتصبة أبدًا متساويان