وكلّما كان أبعد عن وسط السماء كان أبعد عن الحقيقة لأنّ الشعاعات التي تنعطف إليه يكون انعطافها كثيرًا. وهذا الذي ذكرناه كاف في جواب هذه المسئلة.
المسئلة الثانية وهذه حكايتها ما الذي يتحصّل من كلام بطلميوس في الجملة الأولى من المقادير الثالثة وفي المقالة add. mg. السابعة من قول أبرخس في انتقال نقطتي الانقلابين هل قال إنّ أبرخس كان يري ذلك أو قال إنّه لا يراه وما الذي بيّن من رأي بطلميوس فيه.
الجواب الذي تبيّن من كلام بطلميوس في الفصل الأوّل من المقالة الثالثة وفي كلّ موضع يتكلّم فيه في حركة الشمس أنّ نقطتي الانقلابين ثابتتان غير منقلبين لأنّه في الجملة الأولى تحصّل زمان سنة الشمس بالقياس إلى كلّ واحدة من نقطتي الانقلابين والاستوائين ثمّ أنّه في المقالة السابعة في الفصل الثاني يبيّن أنّ الكواكب الثابتة تتحرّك في كلّ مائة سنة جزء واحد فتقرب وتبعد من كلّ واحدة من هذه النقط وبيّن في الفصل الثالث من هذه المقالة أنّ هذه الحركة هي على قطبي دائرة البروج وهذان المعنيان ظاهران في كتاب المجسطي لا تتداخلهما شبهة. فلو كان يعتقد أنّ لنقطتي الانقلابين حركة لكانت تلك الحركة إمّا على قطبي دائرة البروج وإمّا على قطبين غيرهما فإن كانا تتحرّكان على قطبي دائرة البروج لكان يختلف بعدهما عن دائرة معدّل النهار ويختلف ميلهما وهو ظاهر من كلامه في الميل أنّ الميل لا يختلف فليس تتحرّك نقطتا الانقلابين عنده على قطبي دائرة البروج لا حركة مساوية لحركة الكواكب الثابتة ولا مخالفة بها ولو كانت نقطتا الانقلابين تتحرّكان على قطبين غير قطبي دائرة البروج وغير قطبي معدّل النهار لكان ميلهما عن دائرة معدّل النهار أيضًا يختلف وإن كانت هاتان النقطتان تتحرّكان على قطبي معدّل النهار لكانت حركتهما مخالفة لحركة الكواكب الثابتة إذ كانت حركة الكواكب