هذه الأبعاد من الأرصاد التي في المجسطي وجدت كذلك والعلّة في ذلك أنّ فلك عطارد المائل ليس يثبت على ميله بل يتحرّك منطبق تارة على دائرة البروج وتارة يفارقها فمركز فلك التدوير يكون تارة في سطح فلك البروج وتارة خارجًا عنها تختلف أبعادها أيضًا عن دائرة البروج والكوكب أيضًا نفسه قد يكون تارة على نصف دائرة البروج وتارة خارجًا عنها وقد يكون مركز الكوكب على دائرة البروج ومركز فلك التدوير خارجًا عن دائرة البروج وأبعد بعد الكوكب عن الشمس هو أن يكون على الخطّ الخارج من البصر المماسّ لمحيط فلك التدوير وإذا كان مركز فلك التدوير يختلف وضعه من دائرة البروج فموضع المماسّة ليس يكون بعده من الشمس أبدًا متساويًا بل يكون بعده مختلفًا وأقرب ما يكون هذا الموضع من الشمس هو إذا كان مركز فلك التدوير في سطح دائرة البروج فأبعد ما يكون من الشمس إذا كان فلك التدوير في عاية ميله عن سطح دائرة البروج وللانحراف أيضًا في هذا الموضع تأثير وأقرب ما يكون الكوكب من الشمس غذا كان مركزه في سطح دائرة البروج وموضع الكوكب في الوقت الذي يكره بطلميوس كان على ثمانية عشر جزءًا ونصف وربع من الثور وبعده الأبعد كان في عشر درجات من الحمل فكان بعده من البعد الأبعد ثمانية وثلاثين جزءًا ونصف وربع. فيحتمل أن يكون الكوكب كان في ذلك الوقت في سطح دائرة البروج أو قريبًا منه أو ليس في غاية بعده من الشمس بل كان على الحقيقة كذلك لأنّ بعده كان من الشمس أحد وعشرين جزءًا وربع وهذا القدر ليس هو أبعد الأبعاد الصباحية لأنّ أبعد الأبعاد الصباحية قد يكون أكثر من ذلك ويوجد في المجسطي أبعاد صباحية هي أكثر من هذا القدر. فقول بطلميوس وكان يرى لطيفًا جدًّا خفّيًا أيّ لم يكن في عاية بعده عن الشمس يشير إلى أنّه كان في سطح دائرة البروج أو قريبًا منه لأنّ الكوكب إذا كان قريبًا من الشمس ظهر صغيرًا خفّيًا فهذه هو فائدة قول بطلميوس وكان يرى لطيفًا جدًّا خفّيًا.
المسئلة التاسعة وهذه حكايتها في المقالة الثالثة عشر. قال في الجملة الرابعة في الانحراف من قبل أنّا لو خلطناها معه لكان سنحتاج في ذلك من الجداول إلى أكثرهما وضعناه وكان