صورته عظمًا وأنّما ذكر الناس هذا المعنى في كتب المناظر وعلّلوه أعني عظم المبصر الذي يرى في الماء لما وجدوه بالمشاهدة كذلك وإذا كان الوجود على هذه الصفة وكان بطلميوس قد استدلّ بمعنى يشهد به الوجود وكانت الكواكب إنّما ترى في الآفاق من وراء البخار الرطب لم يتطرّق على قوله شكّ فإذا قيس هذا القول بما ذكره في كتاب المناظر ولزم منه شكّ كان الشكّ إنّما هو فيما ذكره في كتاب المناظر لا فيما ذكره في المجسطي فقد تبيّن من جميع ما بيّنّاه أنّ قول بطلميوس الذي ذكره في المجسطي هو قول صادق لا شبهة فيه ولا يتطرّق عليه شكّ فإنّ الشكّ الذي يكر إنّما يتطرّق فيما ذكره من كتاب المناظر. وقد انحلّ هذا الشكّ فيما ذكره في المناظر بزيادة بعد ما يزداد رسوبًا في الماء وإذ قد تبيّن جميع ذلك فإنّا نقول أنّ البيان الذي بيّنه بطلميوس في كتاب المناظر في عظم ما يرى في الماء هو بيان على التقريب لا على التحقيق وذك إنّه جعل سطح الماء مسطحًا وليس هو كذلك بل سطح الماء كري مركزه مركز العالم وإذ الأمر كذلك فقد بقي أن يحقّق العلّة التي من أجلها يرى المبصر في الماء أعظم. وكلّما ازداد رسوبًا ازداد عظمًا ونحن نبيّن ذلك ولا نتعدّي الأصول التي قرّرها بطلميوس. فلنعدّ المبصر والبصر على الوضع الذي كانا عليه ونجعل سطح الماء كريًا مركزه مركز العالم لأنّه كذلك على الحقيقة. فلأنّ بج مواحه للبصر وهو في قعر الماء يكون بج موازيًا للأفق واد عمود على بج فاد عمود على سطح الأفق فهو قطر من أقطار العالم. فخطّ اد إذا امتدّ على استقامة في جهة د انتهى إلى مركز العالم فليكن مركز العالم نقطة ي ولينته خطّ اد إلى نقطة ي ونخرج السطح الذي فيه خطًا ادي بدج فهو يقطع سطح الماء ونحدث فيه قوسًا من دائرة فلتكن القوس التي تحدث في سطح الماء قوس هز ونصل خطّي يب يج ونخرجهما على استقامة حتّى يلقيا قوس هز فليلقياها على نقطتي ه ز وإذا كان بج