من المغرب إلى المشرق وجميع الأجرام السماوية من جوهر واحد بسيط وطبيعة واحدة والجوهر الواحد البسيط لا يجوز أن يكون له حركتان متضادّان ولحركة الفلك المائل لكوكبي عطارد والزهرة †ىطائر† في الحركات السماوية وهي حركة قطر فلك تدوير القمر إلى مسامتة نقطة المحاذاة. فأنّ هذا القطر يتحرّك حركتين متضادّتين وليس يتحرّك القطر المتوهّم إلّا بجسم حركة وكذلك أقطار أفلاك تداوير الكواكب الخمسة تتحرّك إلى مسامتة مركز معدّل المسير حركتين متضادّتين. فأن كان ذلك ممكن في أقطار أفلاك التداوير فبيس بممتنع أن يكون في فلكي الزهرة وعطارد المائلين. وأنا أري أنّ كوكبي الزهرة وعطارد ليس دائرتاهما اللتيان يتحرّك عليهما مركز أفلكي تدويرهما عظيمتين بل صغيرتين أحدهما أقرب إلى الشمال وهي دائرة الزهرة والآخر أقرب إلى الجنوب وهي دائرة عطارد. وكذلك توجد الزهرة في أبعد بعدها وفي أقرب قربها أبدًا في جهة الشمال ويوجد عطارد في أبعد بعده وفي أقرب قربه أبدًا في جهة الجنوب. ثمّ الأعراض الباقية التي تعرض في عروضها تمكن أن تعرض لها دوائر وأفلاك تحرّكها حركات توجب لها تلك الأعراض بدل ما فرض لفلكي تدويرهما. وإذا كانت هاتان الدائرتان صغيرتين سقطت الحركتان المتضادّتان واساغنى عنها ونقص أيضًا من جملة الحركات حركتين وهي حركة الفلكين المائلين Correction mg.. فهذا الذي ذكرته هو جواب ما تشكّك فيه.
جواب شكّ في اختلاف منظر القمر من شكوك أبي القاسم بن معدان. وقفت على ما أنبيه مولاي الشيخ أنار الله برهانه في اختلاف منظر القمر وعلى شكّ الذي في آخر الكلام وهو موضع شكّ إلّا أنّ بطلميوس قصد في متلافات منظر القمر الجزئية التقريب دون التحقيق. وكذلك جميع ما دكره بطلميوس في المجسطي من الأعمال الجزئية اعتمد فيه التقريب. وأوّل ذلك الأوتار فإنّه زيّد القسي بنصف جزء نصف جزء وستخرج أوتارها ثمّ في الأوتار التي تزيد بالدقائق زيدها بالتساوي وليست