زياداتها متساوية وإنّما قصد فيها التقريب لتسهيل العمل وكذلك فعل في جزئيات اختلاف المنظر إنّما قصد فيها التقريب لتسهيل العمل في تقويم اختلاف منظر القمر. ولو اعتمد التحقيق في جزئيات اختلاف المنظر لكان يحتاج أن يستخرج زوايا اختلاف المنظر عند كلّ جزء من أجزاء فلك التدوير التي بين الحدّ الأوّل وبين الحدّ الثاني وهي مائة وثلاثون جزءًا ويكون ذلك ومركز فلك التدوير عند البعد الأبعد من الفلك الخارج المركز. ثمّ يستخرج الزوايا عند كلّ واحد من أجزاء فلك التدوير عند كون مركز فلك التدوير عند جزء جزء من أجزاء الفلك الخارج المركز وهي مائة وثمانون جزءًا فكان يكون مجموع الزوايا هو ما يجتمع من ضرب مائة وثمانين في مائة وثماينين add. mg. وهو اثنين وثلاثين ألفًا وأربعمائة ويكون جميع هذه الزوايا هي زوايا اختلاف المنظر عند جزء واحد بعينه من أجزاء ربع للدائرة السمتيّة فيحتاج أن يستخرج ميل جميع هذه الزوايا عند جزء جزء من أجزاء ربع الدائرة السمتيّة التي هي تسعون جزءًا فيكون جميع الزوايا التي يحتاج أن يستخرجها هي اثنين وثلاثين ألفًا وأربعمائة مضروبة في تسعين فيجتمع من ذلك ألف ألف وتسع مائة ألف وستّة عشر ألف زاوية فيحتاج لذلك إلى جداول تشتمل على ألفي ألف سطر وتسع مائة ألف سطر وستّة عشر ألف سطرًا. ولو تمّ له ذلك لكان لا ينظر أحد في كتاب المجسطي ولا يقوّم أحد اختلاف منظر القمر لأنّه لا يمكنه أن يستقري جميع تلك السطور ومع ذلك لو همّ بطلميوس باستخراج ذلك لكان يعني عمره قبل أن يستوفي عمل جميع هذه الزوايا. فاعتمد بطلميوس التقريب في اختلاف المنظر الجزئية لصعوبة الطريق إلى تحقيقها ولصغر قدر التفاوت بين التقريب والتحقيق في الجزئيات ومع جميع ذلك فإنّ بطلميوس لم يحرف في التقريب الذي اعتمده في الجزئيات بل اعتمد على مقدّمة اقناعية وهو علّة اختلاف منظر القمر التي هي العلّة الأولى وذلك أنّ علّة اختلاف منظر القمر إنّما هي قرب القمر