من الأرض وكلّما قرب من الأرض زاد اختلاف منظره وكلّما بعد نقص اختلاف منظره فزيادة قربه من الأرض ونقصان قربه منها هي العلّة الأولى في زيادات اختلاف منظره نقصانها وهي العلّة الذاتية الكلّية. وإن لم تكن نسب الأبعاد بعضها إلى بعض هي نسب الزوايا بعضها إلى بعض إلّا أن تغيّر مقدار البعد تغيّر مقدار الزاوية وتغيّر البعد الذي هي تغيّر زيادة توجب نقصان الزاوية وتغيّر البعد الذي هي نقصان يوجب زيادة الزاوية. وهذا المعنى يطرد في أبعاد القمر فهو العلّة الأولى في زيادات الزوايا ونقصانها فجعل بطلميوس العلّة الأولى في اختلاف الزوايا هي العلّة القريبة التي توجب مقادير الزوايا على مقادير الأبعاد على علم منه بأنّه قياس اقناعي لا قياس برهاني وأنّه مع ذلك قياس نتيجته قريبة من التحقيق وليس بينها وبين التحقيق تفاوت مسير ف. وهذا القول هو غاية ما يمكن أن يعتذر به لبطلميوس في استعماله التقريب في جزئيات اختلاف منظر القمر دون التحقيق وذلك ما أردنا أن نبيّن.
تمّت الشكوك في المجسطي وحلّها والحمد لله ربّ العالمين والصلوة على رسوله محمّد وآله أجمعين.