[بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي]
⟨1⟩ معرفة قوّة الشمس والقمر والكواكب المتحیّرة والثابتة
قال أبو عبد الله محمّد بن جابر الحرّانيّ المعروف بالبتّاني: فعل جوهر الشمس أن يجفّف ويسخّن تجفيفًا يسيرًا. وأمّا القمر فأكثر فعل قوّته الترطيب وهو يغيّر الأجسام تغيّرًا بيّنًا لإنضاجه وتعفّنه أكثر ما فيها وهو أيضًا يشارك الشمس في الحرارة مشاركة يسيّره لقبوله الضوء منها. وأمّا كوكب زحل فأكثر فعله في التبريد وهو يجفّف يسيّرًا بسبب برده ويبسه T: يشبّ. وأمّا كوكب المشتري فمعتدل المزاج ليسخّن ویرطّب معًا وهو فاعل للرياح المولدة. وأمّا كوكب المرّيخ فإنّه يجفّف خاصّة وأكثر فعل قوّته الإحراق وذلك أنّ طبيعته محرقة لمشاكلة لونه لون العار T: النار. وأمّا كوكب الزهرة فمعتدل المزاج غير أنّه يرطّب ترطيبًا كثيرًا ويسخّن إسخانًا يسيّرًا. وأمّا كوكب عطارد فالأمر في ترطيبه وتجفيفه متساوٍ وذلك أنّه في بعض الأوقات يجفّف وینشّف وفي بعضها یرطّب ويغيّره إلى کلتي الحالين تغيّرًا سريعًا وهو مولّد للرياح.
وأمّا قوى الكواكب الثابتة من مزاجاتها إذا قيّست إلى قوى الكواكب المتحیّرة وطبائعها التي وجدت لها لمّا رصدت فقد أثبتنا ما في جدوال مواضع الكواكب الثابتة من غير هذا الكتاب ورسمنا إذا كلّ كوكب منها رسمًا تعرف فيه الكواكب المتحیّرة التي تشبهها طبائعها فيها ما يشبه مزاجه مزاج كوكب واحد من المتحیّرة ومنها ما یشبه مزاجه مزاج كوكبين بالسويّة ومنها ما یشبه أحد الكوكبين شبهًا كثيرًا. ویشبه الثاني شبهًا قليلًا فعلى حسب الرسوم الموجودة هناك تكون مشابهة طبائعها ومن قبل ذلك استغنينا عن /B1r/ ذكر قواها في هذا الموضع.
⟨2⟩ في قوى الكواكب حسب الأشكال
التي تكون لها بقياس من الشمس وقد يقبل القمر والكواكب الثلاثة العلويّة الزيادة والنقصان في قواها الخاصّيّة B: الخاصّة بحسب الأشكال التي تكون لها عند الشمس وذلك أنّ القمر منذ الوقت الذي يهلّ فيه إلى وقت انتصافه. الأوّل في الضوء يكون فاعلًا للرطوبة خاصّة ومنذ وقت