وكذلك أيضًا متى شاركتها في الشكل وكانت المنحسة عالية على المسعدة أو قويّة فإن كانت المسعدة في أشكالها الشريفة T: الشرقيّة وعلت على المنحسة التي هي سبب الفعل كانت الآفات حينئذ غير مستقبحة ولا ممّا فيه عار وكانت العلل عللًا خفّيّة سريعة السكون وربّما كانت سهلة التغيّر أيضًا. وذلك يكون إذا كانت المسعدة مشرقة وذلك أنّ من شأن المشتري أن يخفي الآفات وأنّ تسكّن العلل باستعانة ذوي العلل /B39r/ والآفات بالبأس T: بالناس عليها بسبب غنائهم أو بسبب مراتبهم فإذا كان مع عطارد كان تسكين للعلل T: للهلل باللأدويّة أو بعلاج من أطبّاء أخيار T: الحبياد. وأمّا الزهرة فإنّها تحسّن الآفات بعض التحسين بأسباب من أسباب الله جلّ وعزّ أو من أسباب من وحي وتسكّن العلل بعلاجات تكون أسبابها من عند الله تعالى. فإن كان معها عطارد كان ذلك مع معونة وفائدة تنال الذي به الآفة والعلل T: العلّة ممّا به من ذلك.
⟨27⟩ في حال النفس من المولود
أمّا أحوال النفس فإنّ ما كان منها في جزئها الناطق الفعليّ T: العقليّ فإنّه يعلم أبدًا من الحال التي يرى عليها عطارد. وأمّا ما كان منها في جزئها الخلقي الذي ليس بناطق فإنّه يعلم من القمر ومن الكواكب التي تشاركه B: تشارك في الشكل باتّصالها وانصرافها عنه. وإذا كان الأمر في حركات النفس وأحوالها كثير الفنون فبالواجب ما صار فحصنا عنه لا يجري على الأمر المطلق البسيط ولا كيف ما اتّفق لكن يجري على تفقّد كثير وأرصاد مختلفة وذلك أنّ اختلاف البروج التي يكون فيها عطارد والقمر والكواكب المستوليّة عليها تعين على الحال في خواصّ النفس معونة كثيرة وكذلك أيضًا اشتراك أشكال الكواكب التي لها حصّة في الأمر الذي ذكرنا بقياسها إلى الشمس وإلى الأوتاد والحال أيضًا الخاصّيّة بطبيعة كلّ واحد من الكواكب تعين في حركات النفس.
أمّا البروج بالجملة فإنّ المنقلبة