منها تصيّر الأنفس محبّة لأمور الجموع والعامّة والمدن وتصيّرها محبّة للمرّيخ متشبّثة بأمور الله تعالى زكيّة محمودة الحركة بحّامة محسنة إلى غيرها حسنة الحدس والشبيه ذات علم بالقضاء /B39v/ من النجوم والعرافة وأمّا ذوات الجسدين من البروج فإنّها تصيّر الأنفس متفنّنة سهلة التغيّر يعسر الوقوف عليها طياشة سهلة التنقّل ذوات حالين عاشقة كثيرة الفنون محبّة للموسيقى متوانيّة فطنة ذوات ندامة. وأمّا البروج الثابتة فإنّها تصيّر الأنفس عادلة غير منخدعة ثابتة زكيّة رزينة فهمة صابرة محبّة للتعب قويّة ضابطة لذاتها حقوقة شديدة الماحلة محبّة للكرامة مشعبة عاصيّة غير مسعدة T: متنقّلة. وأمّا أحوال الكواكب وأشكالها فإنّ ما كان منها شرقيًّا طالعًا بخاصّيّة ما كان منها في مواجهة الخاصّيّة له فهو يصيّر النفس حرّة ساذجة منفردة بالرأي وتقال واقعة B: ويقال وقاعه قويّة ذكية حادّة غير مؤذيّة عن شيء. وأمّا وقوف الكواكب المنسوبة إلى الغدوات وتوسّطها السماء فإنّه يصيّر النفس متفكّرة ثابتة ذاكرة رزينة فهيمة كثيرة الهمّة غير متغيّرة ولا منثنيّة T: متشبّثة ولا منخدعة مميّزة صاحبة عقل T: عمل ذات فحص ومعرفة صحيحة.
وأمّا طلوع الكواكب في أوّل الليل وغروبها فإنّه يصيّر النفس خفيفة طياشة ضعيفة لا تصبر على التعب قابلة للتأثير شقّيّة جبانة شكاكة تنقلب في الجرأة والجبن كالّة داهيّة عسيرة الحركة. وأمّا وقوف الكواكب المنسوبة إلى العشيّات وتوسّطها لمّا تحت الأرض من السماء وغروب الزهرة وعطارد المنسوبين إلى العشيّات إذا كان الوقت نهارًا وغروبهما المنسوب إلى الغدوات إذا كان الوقت ليلًا فإنّه يصيّر النفس زكيّة غافلة ليست بجيدّة T: بحّبيدة الحفظ ولا كدودة ولا محبّة للتعب إلّا أنّها بحّاثة عن الأمور المستورة طالبة للأشياء الخفيّة مثل السحر والأسرار والعلوم T: والأمور العلويّة