شرقيًّا يكون المولود شبيهًا بلون العسل معتدل البدن حسن التأليف صغير العينين متوسّط الشعر. وأمّا مزاجه فيكون الغالب عليه الحرّ. وإذا كان غربيًّا كان المولود فيما بين الأدمة والصفرة مهزولًا دقيق الصوت غائر العينين حدقته شبيهة بحدق البقر T: المغر مائلة إلى الحمرة. وأمّا مزاجه فيكون الغالب عليه اليبس وقد يعين كلّ واحد من هذه الكواكب الشمس والزهرة T: القمر إذا شاركاها في الشكل أمّا الشمس فإنّها تعين على السنة T: الحسنة والجمال وخصب البدن. وأمّا القمر فإنّه يعين على الاعتدال والعصف ورطوبة المزاج وبخاصّة إذا كان منصرفًا عنها.
وأمّا على الأمر الجزئيّ فإنّ معونته T: معرفته تكون بخواصّ ما فيه من الضوء كما ذكرنا في أوّل هذا الكتاب وأيضًا فإنّ الكواكب بالجملة إذا كانت منسوبة إلى الغدوات وكانت ظهورها صيّرت الأبدان عظامًا. فإذا وقفت الوقوف الأوّل صيّرتها قويّة جلدة وإذا كانت {راجعة} B: {قواجيد}; T: مقدّمة صيّرتها معتدلة. وإذا وقفت الوقوف الثاني صيّرتها أضعف وإذا غابت صيّرتها خسيسة تنالها [[تنالها]] الآفات والشدائد وقد تعين أيضًا المواضع أنفسها التي يكون فيها على حلية البدن وصورته ومزاجه خاصّة كما قلنا آنفًا وأيضًا بالجملة فإنّ للربع الذي من الاعتدال الربيعيّ إلى الانقلاب الصيفيّ يصيّر المولود حسن اللون والمقدار مخصب البدن حسن العينين الغالب عليه الرطوبة والحرّ. وأمّا الربع الذي من الانقلاب الصيفيّ إلى الاعتدال الخريفيّ فإنّه يصيّر المولود متوسّط اللون معتدل في عظم /B35v/ البدن مخصب كبير العينين متكاثف الشعر جعده الغالب عليه الحرّ واليبس. وأمّا الربع الذي من الاعتدال الخريفيّ إلى الانقلاب الشتويّ فإنّه يصيّر لون المولود كلون العسل وتجعله قضيفًا دقيق الصوت عريض المنكبين متوسّط الشعر حسن العينين الغالب عليه اليبس والبرد.
وأمّا الربع الذي من الانقلاب الشتويّ إلى الاعتدال الربيعيّ فإنّه يصيّر المولود أسود