ثمّ السادس من الكواكب وهو المشتري له سنّ الكهول وهي إثنتا عشرة سنة بعدد سني دوره الخاصّ وحينئذ ينصرف الإنسان عن مباشرة الأعمال بنفسه والكدّ والاضطراب وركوب الخطر ويلزم مكان ذلك حسن المذهب وتقدّم B: يقدّم العنايّة بالأمور ينزه نفسه عن القبيح ويتفكّر في الأمور ويعظ ويعزى ويصيّر في هذا الوقت خاصّة معيّنًا باكتساب الكرامة والحرّيّة مع الحياء والأمر الجميل ويكون /B59v/ بآخره لزحل السنّ الأخيرة وهي سنّ الشيخوخة إلى آخر العمر وهي السنّ التي يعرض فيها البرد وعسر حركات البدن والنفس والنهوض والشهوات والتنعّم وسرعة الانحطاط الذي يعرض بالطبيعة وهي الحال التي ينتهي فيها عمر الإنسان ويقع عليه الكتابة B: الكأبة والضعف والآفات وعسر الاحتمال الجميع الأمور على حسب فتور جميع حركاته.
فهذه صفة خواصّ أحوال الأزمان التي ترى على حسب الأمر الكلّيّ العامّ من أمر الطبيعة. ويدي فيها بالقمر فإعطأه أقلّ الأجزاء وهو العشرون دورة الأصغر ودور الشمس الأصغر الذي عرف لهما باجتماع في العودات. ثمّ يجاوز ذلك إلى أعظم الأجزاء الذي هو النصف فأخذ من دور عطارد النصف ثمّ انتهى إلى الأجزاء التامّة فاستعمل دور كلّ كوكب كما هو فصارت جميع هذه الأسنان ثمان وتسعون سنة فإن تجاوزها المولود عاش إلى سنّ القمر. فإن تجاوز عاد إلى سنّ عطارد فإن تجاوز عاد إلى سنّ الزهرة وهو تمام مائة وعشرون سنة التي هي سنّ الشمس الكبرى ولذلك ما {جعلتم} B: جعلت سنيها على هذا المقدار فأمّا صفة الخواصّ الجزئيّة التي للأزمان فإنّها لمّا كان ينبغي أن تحسب خواصّ المواليد جعلنا أخذنا لمّا كان منها على الجهة الكلّيّة التي ذكرنا من الهيلاجات الرئيسيّة إلّا أنّا نجعل أخذنا لذلك من جميعها لأمر واحد منها كما جعلناه T: فعلنا في مدّة القمر.
فأمّا الهيلاج الذي يأخذ من الطالع فإنّا نستعمله في الأعراض التي تعرض في البدن T: للبلدن والغربة. فأمّا الذي يؤخذ من سهم البخت ففي أمور المال والقنيّة وأمّا الذي