المنطقة التي تقدّم ذكرها يكون لها تغيّر في سجافتها وكثافتها كما ذكرنا عند المنطقة المدركة عند المجمرة ثمّ من هنالك يكون لها ابتداء آخر /H178/ فتحيط بالحرزات الثلاثة من جسد العقرب ويكون الكوكب الذي يتلو من الثلاثة التي في جسد العقرب خارجا من الجنبة قدر جزء واحد والكوكب الذي في الحرزة الرابعة فإنّه في الهواء النقيّ الصافي في ما بين المنطقتين اللتين بعده من كلّ واحدة منهما يكون قريبا من الشواء ويكون جزءا أو أكثر بقليل ❊ ثمّ من بعد ذلك ترجع المنطقة المقدّمة إلى المشرق قطعة من دائرة وكذلك يجد أمّا ضلع المقدّمة من المجرّة فالكوكب الذي على الركبة اليمنى من حامل الحيّة وأمّا الضلع الثالثة فيجدها الكوكب الذي على أنف ساق حامل الحيّة والكوكب المقدّم من الكواكب التي في طرف رجله يماسّ هذه الضلع ومن بعد ذلك أيضا فإنّ الجنبة الغربيّة نحوها الكوكب الذي تحت المرفق الأيمن من حامل الحيّة ونجد الجنبة الشرقيّة الكوكب المقدّم من الكوكبين اللذين في طرف هذه اليد ثمّ من هاهنا يكون انقطاع طويل بهواء نقيّ ❊ وفي ذلك الموضع يكون كوكبان على ذنب الحيّة من بعد الكوكب الذي في الطرف والموضع الباقي في كلّه من هذه المنطقة فهو بسيط هوائيّ رقيق البتّة منفصل من البسيط المحيط بالحرزات الثلاثة ف"نّ هذا يكثف قليلا قليلا ❊ /H179/ ثمّ من بعد هذا الانقطاع يكون للمجرّة ابتداء آخر من عند الأربعة التي تتلو المنكب الأيمن من حامل الحيّة فأمّا الجنبة التي تلي المشرق من هذه المنطقة فنجدها كوكب مضيء مماسّ وحده وهو الذي تحت ذنب النسر الطائر الذي يسمّى بالروميّة العقاب وأمّا الجنبة الأخرى هي تقابلها فنجدها الكوكب البعيد من الكواكب الأربعة التي ذكرنا الذي من ناحية الشمال ثمّ من هاهنا مع سجافة هذه المنطقة يضيّق في النواحي التي تتقدّم الكوكب الذي في منقار الدجاجة حتّى يتحيّل لذلك القطاع ❊ وأمّا الباقي من هذه المنتقة الذي من الكوكب الذي في المنقار إلى الكوكب الذي في صدر الدجاجة فإنّه أعرض وأكثف كثيرا وفي وسط تلك الكثافة الكوكب الذي في عنق الدجاجة وقد يميل شيء من ناحيتها سجيف إلى ناحية الشمال من عند الكوكب الذي في الصدر إلى الكوكب الذي في منكب جناحها الأيمن وإلى الكوكبين المتقاربين اللذين في طرف رجلها اليمنى ثمّ من هنالك كما قد ذكرنا فيما تقدّم يكون الانقطاع نقيّا صافيا عند المنطقة الأخرى الذي من عند الكواكب التي ذكرنا من كواكب الدجاجة إلى الكوكب المشرق الذي في ذنب الدجاجة
⟨VIII.3⟩ النوع الثالث في معرفة صنعة كرة مجسّدة
أمّا ما يرى في المجرّة فهو على ما قد وصفناه في مواضعه ولكي نعمل مثالا /H180/ بكرة مجسّدة على ما ينبغي الجهات التي قد تبيّنت في كرة الكواكب الثابتة التي بها استبان حركة دورها قريبة في النسبة من حركة دور الکواكب المتحيّرة تحرّكها الحركة الكلّيّة الأولى من المشارق إلى المغارب على قطبي فلك معدّل النهار وتحرّك هي بدور نفسها على قطبي فلك الشمس الذي هو خطّ فلك أوساط البروج إلى خلاف ذلك نهيّئ صنعتها ومأخذ وضع كواكبها فيها على هذه الجهة التي نذكر أمّا الكرة فلا نجعله يشبه لون هو النهار ولكن نجعله يشبه لون هو الليل الذي به يرى الكواكب ثمّ نتعلّم على الكرة نقطتين متقابلتين بالحقيقة ونصيرهما قطبين ونخطّ عليهما فلكا عظيما يكون أبدا في سطح فلك أوساط البروج ونخطّ على قطبيه فلكا يكون على زوايا قائمة منه الذي يبتدئ من جزء واحد من أجزائه الذي عند فلك أوساط البروج فنقسمه بقسمة فلك أوساط البروج وأجزاءه الثلاثمائة والستّين الجزء ونثبت من أعداد الأجزاء بقدر ما نرى أنّه أصلح ثمّ نعمل حلقتين من جوهر قوّيّ يمتدّ على الضرب مربّعتي السطوح مجرودتين مخروطتين من جميع نواحيهما بأصحّ الخرط وأحقّه إحداهما أصغر من الأخرى بقليل ولتكن الحلقة الصغرى مماسّة للكرة بكلّ بسيط سطحها الباطن /H181/ ونخطّ في وسط سطح البسيط الظاهر منها ومن الحلقة التي هي أكبر منها بقليل خطّين يقطعان عرضيهما بنصفين