/H205/
⟨IX⟩ القول التاسع من كتاب المجسطي وفيه من الأنواع أحد عشر نوعا
النوع الأوّل على مراتب أكر الشمس والقمر والكواكب الخمسة المتحيّرة ❊ النوع الثاني على تقديم جهات اختلافات الكواكب الخمسة المتحيّرة ❊ النوع الثالث على العودات الدوّاريّة التي للكواكب الخمسة المتحيّرة النوع الرابع في وضع الجداول للحركات الوسطى التي للكواكب الخمسة المتحيّرة في الطول والاختلاف النوع الخامس فيما ينبغي تقديمه في جهات الكواكب الخمسة المتحيّرة ❊ النوع السادس في تبيين الاختلاف بالجهتين ❊ النوع السابع على برهان البعد الأبعد الذي لكوكب عطارد وعلى انتقاله ❊ النوع الثامن في أنّ كوكب عطارد يكون في البعد الأقرب في الدورة الواحدة مرّتين ❊ النوع التاسع في معرفة قدر اختلافات مسير عطارد ❊ /H206/ النوع العاشر في تقويم حركات عطارد التي لأدواره ❊ النوع الحادي عشر في موضع حركات عطارد التي لأدواره ❊
⟨IX.1⟩ النوع الأوّل على مراتب أكر الشمس والقمر والكواكب المتحيّرة
أمّا ما عسى أحد أن يقول في الكواكب الثابتة وفي أنواع العلم بحالاتها بقدر ما أفادنا ما نرى في الزمان إلى زماننا هذا من الزيادة وفي إدراك ما نطلب من العلم بها فهو ما قد ذكرنا وإذ قد بقي من تمام كتابنا هذا بتبيين أحوال الكواكب الخمسة المتحيّرة فلنصرف القول في ذلك ولا نكرّر القول في الجميع ونجمع ذلك في أبواب بقدر ما يمكّنّا في كلّ واحد منها وأوّل ذلك نخبر عن مراتب أكرها التي دور مواضعها أيضا على قطبي فلك أوساط البروج المائل أمّا أنّ هذه الأكر كلّها تحت أدنى بعد كرة الكواكب الثابتة من الأرض وفوق أبعد بعد كرة القمر من الأرض وأنّ الأكر الثلاث التي الكبرى منها لزحل والثانية التي تحت بعدها الأدنى من الأرض للمشتري والتي تحتها للمرّيخ هنّ في البعد الأبعد من الأكر الباقية ومن كرة الشمس فذلك ما /H207/ رأينا قدماء أهل التعاليم قد اتّفقوا عليه وأمّا كرة كوكب الزهرة وكرة كوكب عطارد فإنّ القدماء ذكروا أنّهما تحت كرة الشمس وأمّا بعض من كان بعدهم فكانوا يرون أنّ هاتين الكرتين أيضا فوق كرة الشمس من أجل أنّهما لا تستران الشمس أبدا ونحن نرى أنّ هذا القياس ليس بصحيح من أجل أنّه قد يمكن أن يكون بعضها تحت الشمس وإلّا يكون في البسيط الواحد الذي بين الشمس وبين أبصارنا باضطرار ولذلك لا نرى تسير الشمس كمثل القمر عند الاجتماع فإنّ أكثر ذلك لا تسير الشمس ولا يمكن أن يكون ما ذكروا أولئك ولا على جهة أخرى من أجل أنّ ولا واحد من الكواكب يكون له اختلاف منظر محسوس الذي إذا يرى أخذت الأبعاد منه وحده ولذلك يستبين لنا أنّ ترتيب القدماء أحقّ وأصوب لأنّهم بالفطرة الطبيعيّة فرقوا بين كلّ بعد من الأبعاد التي تبعد من الشمس بالشمس الواسطة وبين ما لا يبعد منها ولكنّ یدور أبدا حولها بقدر ما لا يكون بُعده من بعدها الأدنى من الأرض شيء يكون لاختلاف منظره كثير قدر
/H208/
⟨IX.2⟩ النوع الثاني في تقديم جهات اختلافات الكواكب الخمسة المتحيّرة
أمّا ترتيب الأكر فعلى ما ذكرنا وإذ نريد أن نبيّن ما يرى من كلّ اختلافات حركات الكواكب الخمسة المتحيّرة التي هي بحركات متشابهات في استدارات بلا اختلاف كمثل ما بيّنّا في الشمس والقمر فإنّ هذه الحركات إنّما هي لخاصّة الطبيعة الروحانيّة الغريبة من كلّ ما كانت حركته على غير تشابه وغير ترتيب فينبغي أن نظنّ أنّ أحكام ذلك وتقويمه عظيما وأنّه بالحقيقة تمام علم حكمه أهل التعاليم وأنّه عسر بحقّ لأسباب كثيرة وأنّه لم يأت على إحكام جميع تقويمه أحد ممّن تقدّم فإنّ في البحث عن حركات أدوار كلّ واحد من الكواكب إذ يمكن أن يدقّ عن الأبصار لطيف ما يراد عند مقارنة الأرصاد واعتبار بعضها ببعض فسريع ما نجعل الاختلاف محسوسا فيما يأتي من الزمان إذا كان البحث عنه في زمان قصير وإذا كان في زمان طويل