التدوير فقد يمكن أن تكون الحركتان جميعا في البعد الأبعد ومثلا أقول إنّ فلك التدوير إنّما حركته من المغرب إلى المشرق وذلك من ا إلى ب فإذا كانت حركة الكوكب في فلك التدوير من البعد الأبعد من المغرب إلى المشرق أيضا وذلك من ز إلى ح ❊ فإنّ حركة الكوكب العظمى تكون في البعد الأبعد من أجل الحركتين جميعا في جهة واحدة ❊ وإذا كانت حركة الكوكب من البعد الأبعد في فلك التدوير من المشرق إلى المغرب وذلك من ز إلى ك فإنّه على خلاف ذلك تكون الحركة الصغرى في البعد الأبعد لأنّ حركة الكوكب إلى خلاف حركة فلك التدوير ❊ وإذ هذا هكذا فلنقدّم بعد ذلك ونخبر أنّ ما كان من الكواكب له اختلافان فقد يمكن تركيب هاتين الجهتين فيه كما أنّا سنبيّن ذلك في كتابنا عليها إذا صرنا إلى موضعه وما كان منها ليس له إلّا اختلاف واحد فقد يكتفي فيه بإحدى الجهتين وإنّ كلّ ما يظهر فهو في كلّ واحدة من الجهتين موجود غير مغادر لما في الإحدى لأنّ النسب في الجهتين جميعا واحدة إذا كانت على جهة المركز الخارج نسبة بعد ما بين المركزين الذي هو بعد منظر الأبصار من المركز الخارج الذي بعد مركز الخارج من فلكه مثل نسبة بعد مركز فلك التدوير من فلكه BL 46إلى بعد مركز الفلك الذي عليه يدور فلك التدوير من فلكه ❊ وأيضا بالزمان الذي به تكون حركة الكوكب في الفلك الخارج المركز من المغرب إلى المشرق وفلك مركز الخارج ثابت غير متحرّك فبمثل ذلك الزمان تكون حركة فلك التدوير في الفلك الذي مركزه منظر الأبصار من المغرب إلى المشرق أيضا وبمثل ذلك الزمان أيضا تكون حركة الكوكب في فلك التدوير غير أنّ انتقاله يكون من البعد الأبعد من المشرق إلى المغرب وإذ هذا هكذا فلنبيّن بالنسب وبالوجيز من القول إنّ كلّ ما يظهر في الجهتين جميعا سواء ومن بعد ذلك نبيّن بالأعداد في حساب اختلاف حركة الشمس فأقول أوّلا إنّ في كلّ واحدة من الجهتين يكون الاختلاف الأكثر الذي بين الحركة الوسطى وبين الحركة التي تظهر مختلفة عند مجاز الكوكب الأوسط المفهوم إذا كان ما يرى من قدر البعد الأبعد ربع الدائرة وإنّ الزمان الذي من البعد الأبعد إلى هذا المجاز الأوسط الذي ذكرنا هو أطول من الزمان الذي من المجاز الأوسط إلى البعد الأقرب ❊ ومن أجل ذلك إمّا على جهة مركز الخارج فكذلك يكون أبدا وإمّا على جهة فلك التدوير ❊ فإذا كان انتقال الحركة الصغرى إلى الحركة الوسطى أطول من الزمان الذي من الحركة الوسطى إلى الحركة العظمى لأنّ على كلّ واحدة من الجهتين تكون الحركة الصغرى في البعد الأبعد ❊ وإذا كان انتقال الكواكب في أفلاك التدوير من البعد الأبعد من المغرب الى المشرق تكون حركات الكواكب من البعد الأبعد إلى خلاف ذلك ويكون الزمان الذي من الحركة العظمى إلى الوسطى أطول من الزمان الذي من الوسطى إلى الصغرى لأنّ الحركة العظمى تكون في البعد الأبعد ❊ ونخطّ للكوكب أوّلا فلك مركز الخارج ابجد على مركز ه وقطر اهج ونجعل في القطر مركز فلك البروج الذي هو منظر الأبصار عليه علامة ز ونجيز على ز خطّا على زاوية قائمة على قطر اهج عليه بزد ويكون الكوكب على علامتي ب ود لكي يكون البعد الذي يرى من الناحيتين إلى نقطة ا التي هي البعد الأبعد ربع الدائرة ❊ فيتبيّن أنّ الاختلاف الأكبر الذي بين الحركة الوسطى والحركة المختلفة يكون عند علامتي ب ود فنخرج خطّي هب هد ❊ ومن هنالك يستبين أنّ نسبة زاوية