⟨IV.11⟩
النوع الحادي عشر في أنّ مقدار اختلاف القمر ليس من قبل اختلاف الجهتين ولكن من قبل اختلاف الحساب والتوهّم في قول ابرخس
إنّ اختلاف أقدار اختلاف القمر في رأي ابرخس ليس من قبل اختلاف الجهات ولكن من قبل اختلاف الآراء وإذ هذا على ما قد تبيّن فبحقّ نطلب لأيّ سبب في الكسوفات القمريّة التي وضعها ابرخس في البحث عن هذا الاختلاف لا تكون النسبة تشبه النسبة التي بينّاها نحن ولا توافق النسبة الأولى التي قد تبيّنت بجهة فلك مركز الخارج النسبة الثانية التي بجهة فلك التدوير أمّا في التبيين الأوّل فإنّه يجمع نسبة نصف قطر فلك مركز الخارج إلى الخطّ الذي بين المركزين مركزه ومركز فلك البروج التي هي نسبة ثلاثة آلاف ومائة وأربعة وأربعين جزءا إلى ثلاثمائة وسبعة عشر جزءا وثلثي جزء بالتقريب وهي نسبة الستّين إلى الستّة والخمس عشرة دقيقة وأمّا التبيين الباقي فإنّه يجمع نسبة الخطّ الذي يخرج من مركز فلك البروج إلى مركز فلك التدوير إلى نصف قطر فلك التدوير وهي نسبة الثلاثة الآلاف والمائة والاثنين والعشرين والنصف إلى المائتين والسبعة والأربعين والنصف وهي نسبة الستّين إلى الأربعة الأجزاء والستّ والأربعين الدقيقة وأكثر ما تصير النسب من الاختلاف أمّا نسبة الستّين إلى الستّة الأجزاء والربع الجزء فخمسة أجزاء وتسعة وأربعين وأمّا نسبة الستّين إلى الأربعة الأجزاء والستّ والأربعين الدقيقة فأربعة أجزاء وأربعا وثلاثين دقيقة فأمّا ما وضعنا نحن فإنّ نسبة الستّين إلى الخمسة الأجزاء والربع الجزء إنّما تصير هذا الاختلاف الموضوع خمسة أجزاء بالتقريب ⟨❊⟩ وقد تبيّن لنا بما تقدّم من القول قبل هذا بقليل أنّ هذا الخطأ الذي لحقّ ليس من قبل اختلاف الجهتين كما ظنّ بعض الناس لأنّ كلّما ترى في كلّ واحدة منهما فقد يرى في الأخرى مثله غير مغادر وإن أردنا مع بيان ذلك بالقول تبيينه BL 102بالأعداد والحساب فقد نجد النسبة واحدة في الجهتين جميعا إذا نحن صمدنا للشيء الواحد ممّا يعرض فيهما ولم نصمد لأشياء مختلفة كما فعل ابرخس وقد يمكن إذا كانت الكسوفات مختلفة أن يكون الخطأ إمّا من قبل الأرصاد نفسها وإمّا من قبل حساب طول الزمان فقد نجد في تلك الكسوفات أمّا المقابلات فصحيحة الأرصاد وموافقة لما بيّنّا من المقابلات بالجهتين بالحركة الوسطى وبحركة الاختلاف وأمّا حساب طول الزمان الذي به يستبين النسب فقد نجده لم يستقص بالعناية وسنبيّن كلّ واحد من هذين ونبتدئ من الثلاث الكسوفات الأول فإنّ ابرخس يذكر أنّ هذه الثلاث الكسوفات ممّا صار إليه من الكسوفات التي كانت أرصادها ببابل وإنّ أوّل كسوف منها كان إذ كان فنسطراطس واليا على اثنيس مدينة الحكماء في شهر سبينذونس وذكر أنّ القمر إذ ذاك نقص من دائرته جزء وصغير من ناحية المشرق والصيفيّ لنصف ساعة بقيت من الليل وقال أيضا إنّه [انكشف] ⟨انكسف⟩ ثمّ غاب وكان هذا الزمان في سنة ثلاثمائة وستّ وستّين من سني تحتنصر وكما ذكر هو أيضا لستّة وعشرين يوما خلت من شهر ثوث صبيحة اليوم السابع والعشرين بعد نصف الليل بخمس ساعات ونصف ساعة زمانيّة لأنّه إنّما كان بقي من الليل نصف ساعة ولأنّ الشمس إذ ذاك كانت في آخر القوس ببابل كانت أزمان الساعة الليليّة ثمانية عشر زمانا وكان الليل أربع عشرة ساعة معتدلة وخمسي ساعة فالخمس الساعات والنصف الساعة الزمانيّة تصير ستّ ساعات وثلاثة أخماس ساعة معتدلة فكان أوّل الكسوف بعد نصف نهار اليوم السادس والعشرين بثماني عشرة ساعة وثلاثة أخماس ساعة معتدلة فلأنّ الذي يكسف من القمر كان جزءا صغيرا كان ينبغي أن يكون كلّ زمان الكسوف ساعة ونصف ساعة بالتقريب وبيّن أنّ الزمان الأوسط كان بعد تسع عشرة ساعة وثلث ساعة معتدلة فكان الزمان الأوسط من الكسوف أيضا بالاكسندريّة بعد نصف نهار اليوم السادس والعشرين بثماني عشرة ساعة ونصف ساعة معتدلة ويكون الزمان الذي من موضع القمر في أوّل سنة من