بقليل وليس بمقادير مقياس العضادتين وجدنا ذلك ولكن ببعض الكسوفات القمريّة أمّا متى يوتّر كلّ واحد من القطرين زاوية مساوية إحداهما للأخرى فقد كان يمكن أخذ ذلك باليسير بالعضادتين لأنّه لا يصير في ذلك شيء من عدد الأجزاء وأمّا كم قدر الزاوية فقد كان يستبين لنا أنّ الشكّ فيه كثير لأنّ عند قياسنا بالعضادتين يكون الذي يظلّه العرض في طول العضادة ممّا بين أبصارنا والشظيّة كثير العدد ولذلك يمكن أن يكذب الحقيقة ولأنّا وجدنا القمر إذا كان في بعده الأعظم كما قد وجدناه في أرصاد الكسوفات القمريّة التي تكون في ذلك البعد الأعظم تصير الزاوية التي تكون عند بصر الناظر مساوية لزاوية الشمس التي تكون عند بصر الناظر أيضا فإذا وجدنا قدر الزاوية التي ]توثر] ⟨توتّر⟩ القمر فمن هنالك نكون قد وجدنا الزاوية التي [ىوثر] ⟨توتّر⟩ الشمس وأمّا جهة وجود ما ذكرنا فإنّا نفسّر معرفته بكسوفين أيضا نذكرهما كان أحدهما في السنة الخامسة من سني نفلسار التي هي سنة مائة وسبع وعشرين من سني تحتنصر لسبعة وعشرين يوما خلت من شهرأثور من شهور القبط في الليلة التي صباحها اليوم الثامن والعشرين في آخر الساعة الحادية عشر من الليل بدأ القمر ينكسف ببابل وكان أكثر كسوفة من ناحية الجنوب ربع قطره فلأنّ أوّل الكسوف كان بعد نصف الليل بخمس ساعات زمانيّة وكان الزمان الأوسط بعد نصف الليل ستّ ساعات بالتقريب التي كانت إذ ذاك ببابل خمس ساعات ونصف وثلث ساعة معتدلة لأنّ موضع الشمس بالحقيقة كان في ذلك الوقت سبعة وعشرين جزءا وثلاث دقائق من الكبش فبيّن أنّ الكسوف كان زمانه الأوسط عند أكثر ما وقع من قطره في الظلّ أمّا ببابل فبعد نصف الليل بخمس ساعات ونصف وثلث ساعة معتدلة وأمّا بالاكسندريّة فبعد نصف الليل بخمس ساعات فقط وكان الزمان المجتمع من أوّل سنة من سني تحتنصر إلى وقت الكسوف مائة وستّا وعشرين سنة وستّة وثمانين يوما وسبع عشرة ساعة معتدلة مطلقة يكون إذا عدّلت باختلاف الأيّام بليالها ستّ عشرة ساعة ونصف وربع ساعة ولذلك كان موضع القمر بمسيره الأوسط في الطول خمسة وعشرين جزءا واثنتين وثلاثين دقيقة من الميزان وكان موضعه الحقّيّ سبعة وعشرين جزءا وخمس دقائق وكان بعد الجزء الذي كان فيه من البعد الأبعد من فلك التدوير ثلاثمائة وأربعين جزءا وسبع دقائق كان بعد ذلك الجزء في فلكه المائل من أبعد بعد الشمال ثمانين جزءا وأربعين دقيقة فبيّن أنّه إذا كان بعد مركز القمر من إحدى العقدتين تسعة أجزاء وثلث جزء في فلكه المائل إذا كان في بعده الأعظم وكان مركز الظلّ في الفلك العظيم المخطوط على ذلك البعد على زاوية قائمة من الفلك المائل في الموضع الذي يكون فيه أعظم الظلام إنّ ربع قطر القمر يقع في الظلّ ❊ وكان الكسوف الثاني في سنة سبع من سني فمبوسه التي هي سنة مائتين وخمس وعشرين من سني تحتنصر لسبعة عشر يوما خلت من شهر فامنوث في الليلة التي صباحها اليوم الثامن عشر قبل نصف الليل بساعة واحدة وانكسف من القمر ببابل من ناحية الشمال نصف قطره فكان ذلك الكسوف بالاكسندريّة قبل نصف الليل بساعة ونصف وثلث ساعة معتدلة بالتقريب وكان الزمان المجتمع مائتين وأربعا وعشرين سنة مصريّة ومائة وستّة وتسعين يوما وعشر ساعات وسدس ساعة مطلقة معتدلة تكون BL 142بالحقيقة تسع ساعات ونصفا وثلث ساعة لأنّ الشمس كانت في ثمانية عشر جزءا واثنتي عشرة دقيقة من السرطان وكان موضع القمر بمسيره الأوسط في الطول عشرين جزءا واثنتين وعشرين دقيقة من الجدي وبالحقيقة ثمانية عشر جزءا وأربع عشرة دقيقة وكان بعده من البعد الأبعد من فلك التدوير ثمانية وعشرين جزءا وخمس دقائق وكان بعد ذلك الجزء من أبعد بعد الشمال في فلكه المائل مائتين واثنين وستّين جزءا واثنتي عشرة دقيقة فقد تبيّن من هاهنا أيضا أنّه إذا كان بعد مركز القمر من إحدى العقدتين في فلكه المائل