وعلى السنين القليلة التي فيما بين الرصدين أن تكون الحصّة واحدة التي تخرج من القسمة للسنة الواحدة ومأخذ هذا الابتداء والعود على قريب من الحقيقة على قدر كثرة الأدوار وطول الزمان الذي بين الرصدين والقياسين ❊ فإنّ الزمان كلّما طال كان أقرب إلى الحقيقة ❊ وليس في هذه الأدوار والإبتداء والعود فقط ولكن في جميع الأدوار والعودات ❊ فإنّ الخطأ الذي من قبل ضعف الأرصاد وإن أخذت بالتدقيق وإن كان الخطأ قليلا وقريبا من السواء في الحسّ فيما يرى في الزمان الطويل والزمان القصير فإنّه إذا قسم على سنين قليلة كان خطأ السنة أعظم والمجتمع منه أيضا في طول السنين الكثيرة بعظم ❊ وإذا قسم على سنين كثيرة كان الخطأ أصغر ❊ فمن هنالك رأينا أنّه ينبغي أن نكتفي بقدر ما يمكن أن يزيدنا طول الزمان الذي بين رصدنا وأرصاد القدماء المدفعة في الأدوار القريبة العهد وعلى مثل ذلك فلنحاول أن نزيد في هذا العلم ولا نضيع ما ينبغي من البحث تعمّدا فأمّا البحث عن الدهر كلّه أو عن ما بعد عهده من أبعاد زمان الأرصاد بزمان طويل مضاعف فإنّا نقول إنّ ذلك ليس من حبّ العلم ولا من حبّ الحقّ ❊ أمّا ممّا تقادم عهده من الأرصاد التي نقيسها إلى أرصادنا ونعتبرها معها فقد ينبغي BL 59أن نتّخذ الأرصاد التي رصدها ميطن واقتيمن من الانقلابات الصيفيّة ومن بعدهما ارسطرخس وأمّا في جملة ما عملنا من عسر أرصاد الانقلابات ومع عسرها إنّهم وضعوها مبهمة مجملة كما قد استبان ذلك لابرخس فإنّا نكره الاعتماد عليها ورأينا أن نتّخذ الأرصاد التي كانت في اعتدال النهار ونأخذ منها لما نريد من التدقيق أرصاد ابرخس لأنّه أخذها على أدقّ ما يكون وأرصادنا التي وجدناها غير مشكوك فيها بالآلة التي لهذا ومثله قد بيّنّاها في أوّل كتاب المجسطي ❊ فمن ذلك نجد ابتداء حركة الشمس من نقط فصول الأزمنة وعودتها إليها في قريب من ثلاثمائة سنة تتقدّم بيوم واحد عن زيادة ربع يوم تامّ في كلّ سنة على ثلاثمائة وخمسة وستّين يوما فإنّ ابرخس قد شدّد رصد الاعتدال الخريفيّ الذي رصده على الدقيق في سنة اثنتين وثلاثين من الدور الثالث من سني قللبس ويذكر أنّه كان في اليوم الثالث من الأيّام الخمسة اللواحق في نصف الليل الذي صبيحته اليوم الرابع ❊ وكان تلك السنة بعد موت الاكسندر بمائة وثمان وسبعين سنة ❊ ثمّ من بعد مائتين وخمس وثمانين سنة في السنة الثالثة من سني انطنينس وذلك بعد موت الاكسندر بأربع مائة وثلاث وستّين سنة رصدنا نحن أيضا في الاعتدال الخريفيّ على أدقّ ما يمكن وكان ذلك لتسعة عشر يوما من شهر اثور بعد طلوع الشمس بقريب من ساعة ❊ وكان جميع ما اجتمع من أرباع الأيّام لمائتين وخمس وثمانين سنة من السنين المصريّة سبعين يوما وربع يوم وجزءا من عشرين جزءا من يوم واحد بدل الأيّام التي تجتمع من الأرباع التامّة الزائدة على ثلاثمائة وخمسة وستّين يوما التي كان ينبغي أن يكون واحدا وسبعين يوما وربع يوم لهذه السنين فقد تقدّمت عودة الشمس ما يجتمع من فضول الأرباع لو كانت تامّة بيوم واحد غير جزء ومن عشرين جزءا من يوم واحد ❊ وكذلك قال أيضا ابرخس في الرصد الربيعيّ الذي كان في سنة اثنين وثلاثين في الدور الثالث من سني قللبس بأدقّ مأخذ أنّه كان في سبعة وعشرين يوما من شهر ماشير في أوّل النهار وكانت السنة مائة وثمان وسبعين من بعد موت الاكسندر ❊ ونحن أيضا فقد وجدنا الاعتدال الربيعيّ في سنة أربع مائة وثلاث وستّين من بعد موت الاكسندر في سبعة عشر يوما من شهر باخون من بعد نصف النهار بقريب من ساعة ووجدنا ما صار لهذه الأدوار من فضول الأيّام المجتمعة من الأرباع في هذه السنين سبعين يوما وربع يوم إلّا قريبا من جزء من عشرين بدل واحد وسبعين