/H250/
⟨IX.5⟩ النوع الخامس فيما ينبغي تقديمه في جهات الكواكب الخمسة المتحيّرة
ومن بعد وضعنا ما ذكرنا ينبغي أن نتبع ذلك القول في اختلافات الكواكب الخمسة المتحيّرة التي تكون في مجازها في الطول أمّا في جملة الجهات فعلى ما قد وصفنا فلأنّ الحركات المبسوطة المكتفاء بها في هذا الشأن هما حركتان كما ذكرنا أحدیهما التي تكون على أفلاك خارجة المركز عن مركز فلك البروج والأخرى التي تكون على أفلاك مراكزها مركز فلك البروج وتكون هي تدير أفلاك تداوير وكذلك ما يرى لكلّ واحد من الكواكب من الاختلاف أنّما هما اختلافان أحدهما الذي يُرى عند أجزاء فلك البروج والأجزاء الذي يُرى من قبل أشكالها عند الشمس أمّا في هذا فقد نجد من اختلافات الأشكال التي من أرصاد متتابعة في أجزاء واحدة من فلك البروج للكواكب الخمسة المتحيّرة أنّ الزمان الذي يكون من الحركة العظمى إلى الحركة الوسطى يكون أبدا أطول من الزمان الذي من الحركة الوسطى إلى الحركة الصغرى وما يعرض من ذلك لا يمكن أن يكون على جهة فلك مركز الخارج ولكنّ على خلافة من أجل أنّه يكون أبدا في هذه الجهة الحركة العظمى في البعد الأقرب وتكون القوس التي من البعد الأقرب /H251/ إلى النقطة التي تكون فيها الحركة الوسطى في الجهتين جميعا أصغر من القوس التي تنتهي إلى البعد الأبعد وأمّا على جهة فلك التدوير فقد يمكن ذلك إذا لم يكن الحركة العظمى في البعد الأقرب كما تكون في القمر لكنّ تكون في البعد الأبعد أعني إذا ابتداء الكوكب من البعد الأبعد ولا يكون مسيره من المشرق إلى المغرب كمثل القمر ولكنّ يكون إلى توالي البروج ومن هنالك قلنا إنّ هذا الاختلاف أنّما يكون على جهات أفلاك التداوير وأمّا في الاختلاف الذي يُرى عند أجزاء فلك البروج فقد نجد خلاف ذلك في القسيّ التي تكون في تشاريق واحدة أو أشكال واحدة من فلك البروج نجد الزمان الذي من الحركة الصغرى إلى الحركة الوسطى أطول أبدا من الزمان الذي من الحركة الوسطى إلى العظمى وقد يمكن أيضا أن يعرض هذا في كلّ واحدة من الجهتين كما بيّنّا في تشابه الجهتين في أوّل كتابنا في الشمس وأخبرنا أنّ الأخصّ والأولى في الشمس جهة مركز الخارج وعلى ذلك أخذنا اختلافها والجهة الأخرى إنّما وجدناها جهة فلك التدوير وأمّا من قبل تقسيم ما رصد من المجازات إلى ما یصير إليه من اختلاط الجهتين ومن /H252/ تتابع قياسنا فإنّا لا نجده ممكنا أن يتمّ على ذلك من قبل أنّ السطوح التي نخطّ فيها أفلاك المراكز الخارجة لا تكون ثابتة غير متحرّكة ولا يكون الخطّ المستقيم المخطوط على مركزي الفلكين فلك الكوكب وفلك البروج على بعد واحد من نقط الاعتدالين والانقلابين الذي عليه يرى البعد الأبعد والبعد الأقرب لكلّ واحد من الكواكب ولا تكون مراكز أفلاك التدوير تدور على أفلاك هذه المراكز الخارجة التي تكون مراكزها بحركاتها تدور دورا مستويا وتصير في الأزمان المتساوية زوايا متساوية ولكنّ البعد الأبعد لكنّ واحد منها في الأفلاك الخارجة المراكز تكون له حركة انتقال بسيرة مستوية أيضا إلى توالي البروج من نقطتي الانقلابين على مركز فلك البروج وتكون تلك الحركة لكلّ واحد من الكواكب بقدر الحركة ألتي وجدناها لكرة الكواكب الثابتة أعني التي في كلّ مائة سنة جزءا واحدا وممّا ذكرنا نعلم أنّ مراكز أفلاك التداوير على أفلاك أخر مساوية لأفلاك المراكز الخارجة التي تجعل الاختلاف وليست مراكزها هي مراكزها ولكنّ يكون أمّا للكواكب الأربعة التي هي سوى عطارد فتدور على أفلاك تقطع مراكزها الخطوط التي فيما بين مركز فلك البروج وبين مركز الفلك الخارج لكلّ واحد منها بنصفين وأمّا عطارد فبقدر البعد الذي بينه وبين المركز الذي يديره يكون قدر ما بين ذلك المركز وبين الذي يجعل الاختلاف عند البعد الأبعد وبين هذا وبين ابصارنا فإنّ في هذا الكوكب فقط نجد كما /H253/ وجدنا في القمر مركز الفلك الخارج يديره ویردّه مركز فلك التدوير الذي ذكرنا إلى خلاف توالي البروج دورة واحدة في كلّ سنة لأنّ عطارد أيضا في الدورة