منها وإن كانت متضادّات حتّى يكون كلّها ينفد في كلّها ويمكن ظهورها وألّا يكون ذلك في الأفلاك الجزؤيّة فقط ولكنّ في أكرها أيضًا وفي سهامها التي عليها أدوارها التي اشتباكها ولحوق بعضها لبعض في الحركات المختلفات تكون أمّا فيما نهببه نحن وتشبّهه به من الآلات فيقول إنّه غير ممتنع عند الحركات التي لا تمنعها شيء وأمّا في السماء فإنّه ليس في شيء منها من قبل هذا الاختلاف ولا في موضع من المواضع ما يحبسها أويمنعها بل فذلك المبسوطة من السماويّة فليس ينبغي أن نقيسه بما يقع في ظنّنا ووهمنا لأنّه ليس المبسوط عندنا ولا عند الجميع بواحد فإنّا إذا نظرنا على هذا الرأي ظنّنا أنّه ليس شيء ممّا يكون في السماء بمبسوط ولا الحركة الأولى التي لا تحوّل ولا تتغيّر لأنّ هذا أيضًا الذي يكون الدهر كلّه على حال واحدة ليس هو عندنا بعسير فقط /H534/ ولكنّه البتّة غير ممكن أمّا الطبائع التي في السماء وما للحركات من الثبات والدوام الذي ليس له تغيّر فبذلك يستبين أنّ جميعها مبسوطة بأكثر ممّا ظنّنا أنّه على حال واحدة بلا تعب ولا عسر في أدوارها ولا غير ذلك ممّا يمكن أن يتوهّم عليها أمّا الموضع والمرتبة الكلّيّة التي لميل الأفلاك فمن ما ذكرنا فيستطيع الانسان أن يفكر فيها وأمّا قدر
⟨XIII.3⟩ النوع الثالث في معرفة قدر عظم كلّ ميل وكلّ وراب يكون للكواكب في العرض في كلّ موضع
عظم القسيّ الجزؤيّة التي تحدّ الميل في كلّ واحد من الكواكب التي من الفلك المخطوط على قطبي الفلك المائل والذي هو عند سطح فلك أوساط البروج قائم الذي إليه يرى مجازات العرض أمّا في كوكبي الزهرة وعطارد فإنّ المجازات التي ترى في مواضع العرض المثبتة يصير التوهّم لذلك سهلًا فإنّه إذا كانت حركاتها في الطول في الأبعاد البعيدة أو الأبعاد القريبة من الأفلاك الخارجة المراكز /H535/ أمّا إذا كانت مجازات الكواكب في الأبعاد البعيدة والأبعاد القريبة من أفلاك التداوير كما قد ذكرنا ممّا وجدناه بالأرصاد القريبة العهد فإنّهما يكون إلى الشمال أو إلى الجنوب بقدر واحد من فلك أوساط البروج أمّا كوكب الزهرة فإنّه يكون أبدًا إلى الشمال بقدر سدس جزء واحد وأمّا كوكب عطارد فإنّه يكون إلى الجنوب أبدًا بقدر نصف وربع جزء وواحد فمن هذا يكون ميل الأفلاك الخارجة المراكز التي لكلّ واحد منهما على ميل هذا القدر وأمّا إذا كان الكوكبان كلّاهما في أعظم البعد من الشمس وإنّهما يريان إلى الشمال أو إلى الجنوب قدر خمسة أجزاء على النسبة الوسطى من الأبعاد العظمى ال لأنّه أمّا كوكب الزهرة فبلا اختلاف إذا كان في البعد الأبعد من الفلك الخارج المركز يرى أنّه يجعل المضادّ التي ذكرنا في العرض أقلّ بخمسة أجزاء ولذلك كان في البعد الأقرب من الفلك الخارج المركز فإنّه يرى أنّه يجعل المضادّ التي ذكرنا في العرض أكثر بخمسة أجزاء وأمّا كوكب عطارد فبنصف جزء واحد كأنّه في سطوح آخر غير سطوح الأفل الخارجة المراكز ويجعل وراب فلك التدوير على نسبة وسطى نحو من جزئين ونصف جزء يكون وترًا من الفلك القائم عند فلك أوساط البروج اللذين منهما توجد أقدار عظم الزوايا التي تكون من وراب أفلاك ال عن سطوج الأفلاك الخارجة المراكز كما سيستبين فيما بعد فيما يبيّنه منها /H536/ لكي لا يقطع القول المش فيما حصر الذي في ميل الخمسة الكواكب فإذا كانت الحركات المحصّلة للطول في موضعي العقدتين وفي الأبعاد الوسطى بالتقريب أمّا كوكب الزهرة فإذا كان مزاره عند البعد البعد من فلك التدوير فإنّه يرى إلى الجنوب وإلى الشمال من فلك أوساط البروج بقدر جزء واحد وإذا كان في البعد الأقرب فبقدر ستّة أجزاء وثلث جزء بالتقريب فيكون من ذلك قدر ميل فلك التدوير جزئين ونصف جزء ومن الفلك المخطوط على قطبي الفلك المائل على ما ذكرنا فإنّا نجد هذا القدر من الاختلاف الذي يكون في فلك التدوير في الأبعاد المسوطة أمّا إذا كان مجازه في البعد الأبعد الذي لفلك التدوير فإنّه يوتز زاوية عند أبصارنا يكون جزءًا واحدًا ودقيقتين وأمّا إذا كان مجازه في البعد الأقرب فإنّه يوتر زاوية تكون ستّة أجزاء واثنتين وعشرين دقيقة وأمّا كوكب عطارد فإنّه إذا كان مجازه في البعد الأبعد من فلك التدوير كما قد