وأيضا برصدين موضوعين كان أحدهما في سنة خمس وسبعين من سني الكلدانيّين لأربعة عشر يوما من تشرين الأخر وكان الكوكب شرقيّا فوق كفّة الميزان الجنوبيّة بقدر ذراع ونصف ذراع وكان موضعه حينئذ على مبادئنا في أربعة عشر جزءا وسدس جزء من الميزان وهذا الزمان هو سنة خمس مائة واثنتي عشرة سنة من سني بختنصر لتسعة أيّام خلت من شهر ثوث صبيحة اليوم العاشر قبل الصبح وكان في ذلك الوقت موضع الشمس الوسطى خمسة أجزاء وسدس جزء من العقرب فكان البعد الأعظم الصباحيّ واحدا وعشرين جزءا ❊ /H268/ وكان الرصد الأخر في سنة سبع وستّين من سني الكلدانيّين لخمسة أيّام خلت من كانون الأوّل وكان الكوكب شرقيّا فوق جبين العقرب الشماليّ بقدر ذراع ونصف ذراع وكان حينئذ موضعه في جزئين وثلث جزء ومن العقرب وكان هذا الزمان سنة خمس مائة وأربع سنين من سني بختنصر لسبعة وعشرين خلت من شهر ثوث من شهور القبط صبيحة اليوم الثامن والعشرين قبيل الصبح وكان موضع الشمس الوسطى حينئذ أربعة وعشرين جزءا ونصف وثلث جزء من العقرب فكان أيضا هذا البعد الأعظم اثنين وعشرين جزءا ونصف جزء فلأنّ أيضا في هذين الرصدين نجتمع أن يكون أمّا ما بين مجازي الشمس الأوسطين فتسعة عشر جزءا وثلثي جزء وأمّا فضل ما بين البعدين الأعظمين فجزء ونصف جزء فمن أجل ذلك نأخذ من التسعة العشر الجزء والثلثي الجزء التي هي فضلة ما بين المجازين الأوسطين مثل قدر الثلثي الجزء التي هي فضلة ما بين الواحد والعشرين الجزء والثلثي الجزء وبين الواحد والعشرين الجزء ومن الجزء والنصف الجزء الذي هو فضلة ما بين البعدين الأعظمين ❊ فنجد ذلك تسعة أجزاء بالتقريب التي إذ أردناها على الخمسة الأجزاء والسدس الجزء التي من العقرب وجدنا المجاز الأوسط الذي يكون فيه البعد الأعظم الصباحيّ مساو لأجزاء البعد المسائيّ التي هي واحد وعشرون جزءا وثلثا جزء وموضعها أربعة عشر جزءا وسدس جزء من العقرب ويكون أيضا النقطة الواسطة بين السبعة والعشرين الجزء والنصف /H269/ الجزء من الأسد وبين الأربعة العشر الجزء والسدس الجزء الذي من العقرب في ستّة أجزاء من الميزان بالتقريب فمن ما ذكرنا وممّا يرى من اتّفاق ما في الكواكب الآخر وفي تقسيمه نجد في الكواكب الخمسة المتحيّرة الأقطار التي تمرّ على بعد الأبعد وأقرب الأبعاد حركة انتقال إلى توالي البروج على مركز فلك البروج وإنّ زمان هذا الانتقال مساو لزمان كرة الكواكب الثابتة لأنّ انتقال تلك الكرة ممّا قد بيّنّا في كلّ مائة سنة جزء واحد بالتقريب فهاهنا يكون الزمان الذي من الأرصاد القديمة الذي كان فيه بعد عطارد الأبعد في ستّة أجزاء يكون في زمان أرصادنا الذي كانت حركته فيه أربعة أجزاء بالتقريب لأنّ الذي كان بين الزمانين أربع مائة سنة
⟨IX.8⟩ النوع الثامن في تبيين أنّ عطارد يكون في بعده الأقرب في الدورة الواحدة مرّتين
ومن بعد ما ذكرنا طلبنا أقدار الأبعاد العظمى التي تكون إذا كانت الشمس الوسطى في حقّ موضع البعد الأبعد الذي للكوكب وأيضا إذا كانت في بعده الأقرب /H270/ وذلك ما لا نجده بالأرصاد القديمة وأنّما نجده بأرصادنا التي رصدنا بآلة الكواكب وعند ذلك تستبين للناظر فصل حكمة القياس بها لأنّه وإن لم يرى فيما يقرب من الكواكب المرصدة تبيّنّا من الكواكب التي تقدّمت معرفة مواضعها وذلك أكثر ما يعرض في كوكب عطارد من أجل أنّه لا يمكن أن نرى الكثير من الكواكب الثابتة من بعد الشمس الذي يكون مساو لبعد عطارد إلّا في الفرط من الزمان قبالا له في الكواكب التي ترى كثيرة البعد يمكن إدراك مواضع الكوكب المطلوبة على حقيقتها في الطول والعرض أمّا في سنة تسع عشرة من سني أذروانوس في أربعة عشر يوما من أثور من شهور القبط صبيحة اليوم الخامس عشر منه كان عطارد في البعد الأبعد وكان يقاس بالآلة بكوكب قلب الأسد فكان يرى شرقيّا في عشرين جزءا وخمس جزء من العذراء وكانت الشمس الوسطى في تسعة أجزاء وربع جزء من الميزان فصار بعده الأعظم تسعة عشر جزءا وجزء من عشرين من الجزء الواحد وأمّا في تلك السنة أيضا من تسعة عشر يوما من باحون من شهر القبط وقت المساء فكان عطارد أيضا في البعد الأبعد يقاس بالآلة بكوكب الدبران النيّر وموضعه أربعة أجزاء وثلث جزء من الثور وموضع الشمس الوسطى أحد عشر جزء وجزء من اثني عشر جزءا من الحمل /H271/ فصار البعد الأعظم ثلاثة وعشرين جزءا وربع جزء ومن هنالك تبيّن أنّ موضع البعد الأبعد من فلك مركز الخارج أنّما هو في الميزان لا في الحمل ❊ ومن بعد علمنا بما ذكرنا نخطّ قطرا على البعد الأبعد عليه 'ابج' وليكن فيه مركز فلك البروج منظر الأبصار عليه