⟨IV.6⟩
النوع السادس في برهان الاختلاف القمريّ الأوّل المفرد
هذا الذي إليه انتهى نظرنا ونجعل برهان الاختلاف القمريّ الموضوع على جهة فلك التدوير للسبب الذي ذكرنا أمّا أوّل فنأخذ ممّا في أيدينا من الكسوفات المتقادمة ثلاث كسوفات من المكتوبة المحفوظة غير مشكوك فيها ثمّ نأخذ بعد ذلك ثلاث كسوفات أيضا من كسوفات زماننا أخذناه بالحقيقة بأرصادنا وهكذا يتبيّن لنا بالبحث وبأكثر ما يمكن من طول الزمان أنّ قدر اختلاف القمر في كلا البرهانين واحد بالتقريب وأنّ الفضلة التي تفضل عن الحركات الوسطى تكون موافقة لما نجتمع من أزمان الأدوار الموضوعة على تعديلنا وفي تبيين ما نرى بذاته من الاختلاف الأوّل فلنتّخذ جهة فلك التدوير على ما ذكرنا ❊ ونتوهّم في كرة القمر دائرة يكون مركزها BL 84مركز فلك البروج وتكون في سطحه ونتوهّم دائرة أخرى مائلة عن هذه الدائرة بقدر مجاز القمر في العرض وبعده ويكون مركزها أيضا مركز فلك البروج تدور عليه باستواء إلى خلاف توالي البروج بقدر فضل حركة القمر في العرض على حركته في الطول ونتوهّم الفلك الذي يسمّى فلك التدوير منتقلا على الدائرة المائلة بحركة مستوية أيضا على توالي البروج وعلى ما يتبع عودة العرض التي نتبيّن أنّها يصير القمر في حركته في الطول يرى على سمت فلك البروج ويكون انتقال القمر في فلك التدوير في قوس البعد الأبعد إلى خلاف توالي البروج على ما يتبع عودة الاختلاف أمّا هذا الذي بيّنّا فليس سبب يمنع أن يكون كما وصفنا لأنّ قدر هذا الميل الذي للدائرة القمريّة وتقدّمها الذي يكون من قبل العرض ليسا يحدثان في مسير القمر في الطول اختلافا له كبير قدر ❊ ومن الكسوفات الثلاث المتقادمة التي اتّخذناها من الأرصاد التي كانت ببابل أمّا الكسوف الأوّل منها فكان فيما وجدناه مكتوبا في أوّل سنة من سني مردقمباد ولتسعة وعشرين يوما خلت من شهر ثوث من شهور القبط صبيحة ثلاثين يوما قال بدأ القمر ينكسف بعد طلوعه بأكثر من ساعة تامّة بطويل وانكسف كلّه فلأنّ الشمس كانت في آخر السمكة وكان طول الليل اثنتي عشرة ساعة معتدلة بالتقريب فبيّن أنّ أوّل الكسوف كان قبل نصف الليل بأربع ساعات ونصف معتدلة وكان زمان الكسوف الأوسط قبل نصف الليل ساعتين ونصف لأنّ الكسوف كان تامّا وكان الزمان الأوسط على نصف نهار الاكسندريّة في هذا الكسوف قبل نصف الليل بثلاث ساعات وثلث ساعة لأنّا إنّما نقوّم مواضع الكواكب على ساعات نصف نهار الاكسندريّة وفلك نصف نهار الاكسندريّة يتقدّم فلك نصف نهار بابل بنصف وثلث ساعة بالتقريب وكانت الشمس في ذلك الوقت على الحساب الذي وضعنا في أربعة وعشرين جزءا ونصف جزء من السمكة بالتقريب وكان الكسوف الثاني فيما وجدناه مكتوبا في السنة الثانية من سني مردقمباد ولثمانية عشر يوما خلت من شهر ثوث من شهور القبط صبيحة تسعة عشر يوما قال انكسف من القمر من ناحية الجنوب ثلاث أصابع في نصف الليل ولأنّ الزمان الأوسط كان ببابل يرى في نصف الليل ففي الاكسندريّة كان ينبغي أيضا أن يكون قبل نصف الليل بنصف وثلث ساعة معتدلة وكان الشمس في ذلك الوقت بالحقيقة في ثلاثة عشر جزءا ونصف وربع جزء من السمكة بالتقريب ❊ وكان الكسوف الثالث في تلك السنة الثانية من سني مردقمباد ولخمسة عشر يوما من شهر فامنوث من شهور القبط صبيحة ستّة عشر يوما قال بدأ القمر ينكسف بعد طلوعه وانكسف منه من ناحية الشمال أكثر من نصفه ولأنّ الشمس كانت في أوّل السنبلة كان طول الليل ببابل إحدى عشرة ساعة بالتقريب وكان نصف الليل خمس ساعات ونصف ساعة وكان أوّل الكسوف قبل نصف الليل بخمس ساعات معتدلة لأنّ ابتداءه كان بعد طلوعه وكان زمانه الأوسط قبل نصف الليل بثلاث ساعات ونصف BL 89ساعة لأنّ كلّ الزمان الذي هو لعظم هذا الظلام كان ينبغي أن يكون ثلاث ساعات بالتقريب ففي الاكسندريّة أيضا كان زمان وسط الكسوف قبل نصف الليل بأربع ساعات وثلث ساعة معتدلة وكانت الشمس في ذلك الوقت بالحقيقة في ثلاث أجزاء وربع جزء من السنبلة بالتقريب فبيّن أنّ الشمس كانت قد سارت أمّا من زمان وسط الكسوف الأوّل إلى زمان