والجهات التي ذكرنا فيما تقدّم من قولنا أو ينتقل البتّة أبدا عن موضع المركز لأنّه لو كانت تعرض تلك الأعراض التي لو كان موضعها غير الوسط ❊ وقد ظننت لذلك أنّ ذكر أسباب الحركة التي إلى الوسط فضل وعبث بعد الذي قد استبان مرّة ممّا نرى أنّ الأرض في موضع الوسط من العالم وأنّ الثقال كلّها ترجحنّ ارجحنّ (IV) cf. Lane 1035-6 إليها واليسير القريب المأخذ ممّا نرى وحده فقط في وجود ما ذكرنا أنّ مع الذي قد استبان من أنّ شكل الأرض كريّ وموضعها وسط الكلّ كما ذكرنا أنّ ميلنا وحركات الأجساد الثقال إلى الأرض أعني حركاتها المخصوصة لها في جميع نواحي الأرض في كلّ موضع وفي كلّ حين يكون على زاوية قائمة على البسيط الثابت المماسّ للواقع ❊ ومراد هذا على ما ذكرنا أنّ المرجحنّات كانت تنتهي بحركتها إلى المركز لو لا أنّ بسيط الأرض يستقبلها ويقطعها قبل ذلك وأيضا الخطّ المستقيم الذي ينتهي إلى المركز يكون أبدا على زواية قائمة على بسيط الكرة السماويّة المماسّ للخطّ بالقطع BL 7, l. 3وأمّا الذين ظنّوا أنّ من العجب ألّا يكون جسم الأرض محمولا على شيء ولا يرسب ويسفل لكثرة ثقله فقد أخطؤوا إذ جعلوا القياس بما يعرض لهم وليس بما يعرض بخاصّة الكلّ ولو أثبتوا أنّ عظم الأرض هذا إذا قيس إلى كلّ جرم المحيط كان قدره عنده كالنقطة لم يثبت عجبهم لأنّه قد يمكن أن يكون الكبير العظيم القدر المتشابه الأجزاء يمسك الصغير القدر عنده ويدعمه من جميع نواحيه بدعم متساو متشابه وليس ينبغي أن يقال لشيء ممّا في جميع العالم إنّه فوقه ولا أسفل منه كما أنّه لا يقال ذلك لشيء ممّا في الكرة ❊ فأمّا الطبيعيّات التي فيه فقد يمكن أن تكون حركاتها بقدر خواصّ طبائعها إمّا الخفيف اللطيف ممّا يسمو ويرتفع فإنّ حركته ومذهبه إلى فوق كالخارج إلى الدائرة وكلّما علا رؤوسنا الذي يسمّى فوق فمذهبه وحركته نحو البسيط المحيط ❊ وإمّا الكثيف الثقيل فإنّ حركته ومذهبه إلى الوسط والمركز ويظنّ مذهبه ووقوعه إلى أسفل لأنّ ما كان يلقى أرجلنا الذي يسمّى أسفل فهو نحو مركز الأرض وحقّا تشتدّ الحركات وبجميع المتحرّكات ويقف ثابتة في الوسط من ضغط بعضها لبعض ودعمها بدعم ودفع متساو متشابه من كلّ ناحية ❊ وحقّا لثبات جسم الأرض العظيم القدر عند قدر ما يتحرّك ويرجحنّ إليه يدركه أصغر صغار الثقال وهو ثابت من جميع نواحيه قابل لكلّ ما وقع إليه ❊ ولو كانت للأرض حركة مشتركة مثل الواحدة التي لما سواها من الأجساد الثقال ❊ فبيّن هو أنّها كانت لفضل عظمها وثقلها يدرك كلّ ما سواها من الثقال وتسفل ويبقى الحيوان وما سواه من أصناف الثقال محمولا في الهواء وسريعا كانت الأرض تقع البتّة وتبعد من السماء والتوهّم فقط لهذا وشبهه ضحكة وسخريّة بمن توهّمه وناس من الناس إذا ظنّوا أنّه ليس عندهم من حبس الجواب ما يكون ناقصا لقول هؤلاء [ىدعنون] ⟨يدّعون⟩ ويظنّون أنّهم أثبتوا أنّ السماء ثابتة غير متحرّكة وأنّ الأرض متحرّكة على سهم واحد من المغرب إلى المشرق تدور في كلّ يوم دورة واحدة ❊ أو أنّ السماء والأرض جميعا متحرّكتان ما تحرّكتا غير أنّ ذلك على سهم واحد فقط كما ذكرنا وبقدر ما تدرك أحداهما الأخرى لم يكن شيء ينقص قولهم ولا يردّ عليهم شهادتهم وذهب عليهم أنّ من قبل ما يظهر في النجوم فليس بممتنع أن يكون ذلك كما ذكروا على المأخذ المطلق فأمّا من قبل ما يعرض فينا وفي الهواء ويظهر فسيستبين أنّ قولهم أعظم ما يكون من الجهل وإن نحن سلّمنا لهم ما هو خلاف للطبيعة أن يكون الخفيفة اللطيفة المتشابهة الأجزاء إمّا ألّا تتحرّك البتّة وإمّا أن تتحرّك حركة غير مخالفة لحركة ما هو خلافها في الطبيعة فقد يستبين كلّ البيان الواضح أنّ حركة ما في الهواء ممّا هو دون الخفيف اللطيف يسرع من جميع الأرضيّة وإن سلّمنا لهم أيضا أن يكون للثقيلة الكثيفة End of BL 7, beginning of a gap in BL المختلفة الأجزاء حركة خاصّيّة سريعة متساوية فقد يستبين أيضا أنّ الأرضيّة ربّما لم يكن ولم يكن متهيّئة لتحريك بعضها بعضا ومع ذلك فهم يثبتون أنّ حركة الأرض أسرع من كلّ الحركات اللواتي عليها ولو كان كذلك لكان الهواء يحسّ أبدا متحرّكا بخلاف حركة الأرض ولم يكن نرى السحاب ممرّا إلى المشرق أبدا ولا لشيء من الطير ولا شيء ممّا رما به في الهواء لإدراك الأرض لكلّ شيء أبدا وسبقها إيّاه بسرعة حركتها إلى المشرق وكان يظنّ أنّ كلّ ما سواها يهوي أبدا إلى نواحي المغرب فإن قالوا إنّ الهواء أيضا يتحرّك مع الأرض بحركة مساوية بحركتها في السرعة فإنّ الظنّ بأبطإ حركة ما فيه من الطبيعيّات عن الحركتين جميعا ليس بدون الظنّ الأوّل وإن قالوا إنّ تلك