وبعضها خفيّةً أبدًا فإنّ الكواكب التي تجوزها هذه الدوائر ممّا يلي القطبين لا تطلع ولا تغرب إلّا أنّها تتوسّط السماء في كلّ دورة مّتين أمّا الكواكب التي في الدائرة الدائمة الظهور ففوق الأرض أيضًا وأمّا الكواكب التي في الدائرة الدائمة الخفاء فتحت الأرض أيضًا وأمّا سائر الكواكب وهي التي في الدوائر المتوازية الأعظم فإنّها تطلع وتغرب وتتوسّط السماء في كلّ دورة مرّةً واحدةً فوق الأرض ومرّةً تحت الأرض ومن هذه الأزمان أمّا الزمان الذي يبتدئ فيه الكوكب من وتد من الأوتاد إلى أن يعود إلى ذلك الوتد بعينه فإنّه واحد بعينه في كلّ موضع وذلك أنّه يشتمل على دورة واحدة بعينه في الحسّ /H188/ وأمّا الزمان الذي تبتدئ فيه الكواكب من وتد من الأوتاد إلى أن تصير إلى الوتد المقاطر له فإنّه إن نظر فيه بالقياس إلى دائرة نصف النهار كان واحدًا بعينه أيضًا أبدًا في كلّ موضع وذلك أنّه يشتمل على نصف دورة وإن نظر فيه بالقياس إلى الأفق فإنّه إن كان معدّل النهار على سمت الرأس فإنّ الزمان أيضًا يكون واحدًا بعينه وذلك أنّ كلّ واحد من هذين الزمانين يشتمل على نصف دورة وذلك لأنّ الدوائر المتوازية كلّها حينئذ ليس إنّما يقسمها بنصفين نصفين دائرة نصف النهار وحدّها بل دائرة الأفق أيضًا وأمّا في سائر الميول فليس يكون لا الزمان الذي فوق الأرض ولا الزمان الذي تحت الأرض على انفراده سيوافيها كلّها ولا يكون في كلّ واحد منها على حدته الزمان الذي فوق الأرض مساويًا للزمان الذي تحتها إلّا في الكواكب التي قد اتّفق أن تكون على معدّل النهار نفسه إذ كان معدّل النهار من بين سائر الدوائر بقسمة الأفق في الكرة وإن كانت مائلة بقسمين متساويين وكانت سائر الدوائر الموازية له كلّها إنّما تنقسم في الكرة المائلة بقسيّ غير متشابهة ولا متساوية ثمّ من بعد ذلك فإنّ الزمان الذي تبتدئ فيه الكواكب من المشرق أو المغرب إلى أن تصير إلى أحد وسطي السماء في كلّ واحدة من الدوائر مساو للزمان الذي بين ذلك التوسّط للسماء الذي يكون له وبين طلوعه أو غروبه من قبل أنّ دائرة نصف النهار تنقسم أبدًا القطع من الدوائر المتوازية التي فوق الأرض والتي تحتها النصفين نصفين⊙ فأمّا الزمان الذي بين طلوع الكوكب أو غروبه وبين كلّ واحد من توسّطي السماء فهو في الكرة إذا كانت مائلة ليس زمانًا واحدًا وأمّا في الكرة إذا كانت منتصبة فسواء لأنّ في هذا الموضع وحده أقسام الدوائر المتوازية التي فوق الأرض كلّها مساويةً لأقسام الدوائر التي تحت الأرض كلّها ولذاك وجب في الكرة حيث تكون منتصبةً أن تكون الكواكب التي تتوسّط السماء فيها معًا تطلع أبدًا معًا وتغرب معًا ما لم تكن نقلتها حول قطبي فلك البروج محسوسةً /H189/ ووجب في الكرة إذا كانت مائلةً ألّا تكون الكواكب التي تتوسّط ه: السـ{ـماء} معًا تطلع معًا ولا تغرب معًا ه: الكواكب {...} أميل إلى الجنوب يتأخّر {...} {...} {...} إلى الشمال وبالضدّ في {...} . لكنّ الكواكب التي هي أميل إلى الجنوب يتأخّر أبدًا طلوعها عن طلوع الكواكب التي هي أميل إلى الشمال ويتقدّم غروبها φ. وأمّا أصناف التشكّل التي توجد بالقياس إلى الأرض والكواكب المتحيّرة معًا أو أجزاء فلك البروج فإنّها تعلم أمّا على الجملة أيضًا فمن قبل طلوعها مع واحد من الكواكب المتحيّرة أو ↑: ص مع جزء من أجزاء فلك البروج أو توسّطها السماء معه أو غروبها معه φ. وأمّا على التفصيل فإنّ أصناف التشكّل التي تكون بالقياس إلى الشمس توجد على تسعة أنحاء⊙ فالنحو الأوّل من التشكّل