والعشرين الجزء والنصف والثلث من الأسد وبين الأربعة عشر الجزء والسدس من العقرب على ستّة أجزاء حاصله من الميزان⊙ فمن هذه الأرصاد ومن مطابقة ما يرى في سائر الكواكب من الأمور الجزئيّة لذلك وجدنا الأمر موافقًا لأنّ الأقطار التي تمرّ بالبعد الأبعد والبعد الأقرب في كلّ واحد من الكواكب الخمسة المتحيّرة يكون لها شيء من الانتقال إلى توالي البروج حول مركز فلك البروج وأنّ هذه النقلة مساوية في الزمان لنقلة كرة الكواكب الثابتة وذلك أنّا قد بيّنّا أن هذه الكرة تنتقل في كلّ مائة سنة نحوًا من جزء واحد ووجدنا هاهنا الزمان الذي منذ وقت الأرصاد القديمة الذي كان فيه البعد الأبعد لكوكب عطارد على ستّة أجزاء ومن زمان أرصادنا الذي تحرّك فيه قريبًا من أربعة أجزاء إذ كنّا وجدنا حاصله على عشرة أجزاء تحيط بنحو من أربع مائة سنة⊙
⟨IX.8⟩ ح: في أنّ كوكب عطارد أيضًا يصير في أقرب قربه في كلّ دورة مرّتين
ومن بعد وقوفنا على ذلك جعلنا نطلب مقادير أعظم الأبعاد من الشمس إذا كان مسير الشمس على أبعد البعد نفسه /H270/ فإذا ↑: وَ كان أيضًا في البعد المجازيّ له على القطر فلم نجد العلم بذلك يتهيّأ بالأرصاد القديمة ووجدناه يتهيّأ بما رصدناه نحن بآلة القياس التي وضعناها فإنّه قد يوقف بذلك خاصّةً على أعظم العناء بهذه الآلة وذلك أنّه وإن لم ير بالقرب من الكواكب ه: يعني المتحيّرة التي ترصد شيء من الكواكب ه: يعني الثابتة التي تقدّم العلم بمواضعها وذلك شيء يقع في عطارد في أكثر الأمر من قبل أنّ كثيرًا من الكواكب الثابتة أقلّ ما يتهيّأ أن ترى من بعد من الشمس مساوٍ للبعد الذي يرى منه عطارد فقد يمكن أن يقاس الكوكب ه: يعني من المتحيّرة بهذه الآلة بكواكب ه: يعني الثابتة بعيدة عنها بعدًا كثيرًا فيوقف على موضع المطلوب منها في الطول وفي العرض فرصدنا كوكب عطارد في السنة التاسعة عشرة من سني أذريانوس في شهر أثور عند المصريّين في اليوم الرابع عشر منه في غداة الليلة التي يتلوها اليوم الخامس عشر وكان في أعظم بعده من الشمس وكان قياسنا له بالكوكب الذي على قلب الأسد فرأينا حاصله على عشرين جزءًا وخمس جزء من العذراء وكان حاصل الشمس بحركتها الوسطى على تسعة أجزاء وربع جزء من الميزان فكان إذن أعظم بعده من الشمس تسعة عشر جزءًا وجزء من عشرين من جزء⊙ ورصدناه أيضًا في تلك السنة بعينها في الشهر المسمّى باخور في اليوم التاسع عشر منه بالعشيّ وهو في أكثر بعده ه: {...}ـي من المسير الوسط وكان قياسنا له بالدبران فرأينا حاصله على أربعة أجزاء وثلث من الثور /H271/ وكان حاصل الشمس بحركتها الوسطى على أحد عشر جزءًا وجزء من اثني عشر من جزء من الحمل فكان إذن هاهنا أيضًا أكثر بعده ثلاثةً وعشرين جزءًا وربع ومن البيّن من ذلك بيانًا واضحًا أنّ البعد الأبعد في الفلك الخارج المركز إنّما هو في الميزان لا في الحمل φ وإذ كان ذلك قد علم ه: فليكن القطر الذي يمرّ بالبعد الأبعد خطّ ألف باء جيم ولننزل أنّ مركز فلك البروج وهو الذي عليه البصر نقطة باء ونقطة ألف التي تحت ه: يعني بإزاء الجزء الجزء العاشر من الميزان ونقطة جيم النقطة التي تحت الجزء العاشر من الحمل ولنرسم فلكا تدوير متساويان حول نقطتي ألف جيم وليكونا الدائرة التي عليها دال والدائرة التي عليها هاء وليخرج من نقطة باء خطّان مستقيمان يماسّانها وليكونا خطّ باء دال وخطّ باء هاء ولنخرج من مركزيهما إلى موضعي التماس عمودا ألف دال جيم هاء فلأن البعد في الميزان الذي هو أعظم البعد الصباحيّ من المسير الوسط وجد بالرصد تسعة عشر جزءًا وجزءًا من عشرين من جزء تكون زاوية ألف باء دال أمّا بالأجزاء التي بها أربع زوايا قائمة ثلاث مائة وستّون جزءًا فتسعة عشر جزءًا وثلاث دقائق وأمّا بالأجزاء التي بها زاويتان قائمتان ثلاث مائة وستّون جزءًا فثمانية وثلاثون جزءًا وستّ دقائق فتكون القوس أيضًا التي على خطّ ألف دال ثمانيةً وثلاثين جزءًا وستّ دقائق بالأجزاء التي بها الدائرة التي ترسم حول مثلّث ألف باء دال القائم الزاوية ثلاث مائة وستّون جزءًا /H272/