في الطول أعني التي تحرّك فلك تدويره باستواء حول نقطة جيم معطاة من قرب من قبل أنّ حركات الشمس في الطول معطاة وأمّا حركات الاختلاف أعني التي تحرّك الكوكب في فلك تدويره حول مركزه فإنّا استخرجناها برصدين لا شكّ فيهما أحدهما من أرصادنا والآخر من الأرصاد القديمة فأمّا رصدنا نحن فإنّه على هذه الصفة⊙ رصدنا كوكب عطارد في السنة الثانية من سني أنطونيس وكانت هذه السنة سنة ثمان مائة وستّ وثمانين من عهد بختنصّر في شهر أنيقي عند المصريّين في اليوم الثاني منه في الليلة التي يتلوها اليوم الثالث بآلة القياس ولم يكن بعد صار في أعظم بعده المسائيّ وكان قياسنا له بالكوكب الذي على قلب الأسد فرأينا حاصله على سبعة عشر جزءًا ونصف من التوأمين ورأيناه في ذلك الوقت مختلفًا عن مركز القمر جزءًا واحدًا وسدس جزء وكان في ذلك الوقت بإسكندريّة قبل انتصاف الليلة التي يتلوها اليوم الثالث بأربع ساعات ونصف من ساعات الاستواء وذلك أنه كان المتوسّط للسماء في الآلة الجزء الثاني عشر من العذراء وكانت الشمس في ثلاثة وعشرين جزءًا من الثور لكن في تلك الساعة كان مسير الشمس الوسط /H284/ بحسب الأصول التي بيّنّاها حاصلةً على اثنين وعشرين جزءًا وأربع وثلاثين دقيقةً من الثور وكان حاصل القمر على اثني عشر جزءًا وأربع عشرة دقيقةً من التوأمين وأمّا من الاختلاف فعلى مائتين وأحد وثمانين جزءًا وعشرين دقيقةً من البعد الأبعد من فلك التدوير فيحصل من ذلك أنّ مسير مركز القمر الحقيقيّ كان في سبعة عشر جزءًا وعشر دقائق من التوأمين ومسيره الذي يرى في ستّة عشر جزءًا وعشرين دقيقةً فكان إذن كوكب عطارد حاصله من هذا الوجه أيضًا لأنّه كان متخلّفًا عن مركز القمر بجزء واحد وسدس جزء على سبعة عشر جزءًا ونصف جزء فإذ قد وطّأنا ذلك ط: فليكن |17| القطر الذي يمرّ بالبعد الأبعد والبعد الأقرب ألف باء جيم دال هاء ↑: هاء ولننزل أنّ نقطة ألف منه النقطة التي عند البعد الأبعد ونقطة باء النقطة التي حولها ينتقل مركز الفلك الخارج المركز قدمًا ونقطة جيم النقطة التي حولها ينتقل مركز فلك التدوير دبرًا ونقطة دال مركز فلك البروج /H285/ ولتحرّك خطّ جيم زاي نقطة زاي وهي مركز فلك التدوير حول نقطة جيم وزاوية ألف جيم زاي وتحرّك خطّ باء حاء نقطة حاء وهي مركز الفلك الخارج المركز حول نقطة باء زاوية ألف باء حاء ومن البيّن أنّها تكون أبدًا تساوي زماني الحركتين مساويةً لزاوية ألف جيم زاي ولنرسم حول نقطة زاي فلك تدوير طاء كاف لام ولننزل أنّ الكوكب على نقطة لام ولنوصل خطوط جيم حاء حاء زاي دال زاي كاف زاي لام ه: لام دال لام ولنخرج على خطّ جيم زاي طاء من نقطتي حاء دال عمودا حاء ميم دال زاي وعلى خطّ دال لام من نقطة زاي عمود لام سين وليكن قصدنا أن نعلم القوس من فلك التدوير التي هي بين البعد الأبعد وهو نقطة طاء وبين الكوكب الذي على نقطة لام فلأنّ الشمس بحركتها الوسطى كان منزلها في ذلك الوقت على اثنين وعشرين جزءًا وأربع وثلاثين دقيقةً من الثور والقرب الأقرب للكوكب على عشرة أجزاء بالتقريب من الحمل حتّى يكون مسيره الوسط في الطول بعده من القرب الأقرب اثنين وأربعين جزءًا وأربعًا وثلاثين دقيقةً تكون زاوية جيم باء حاء أمّا بالأجزاء التي بها أربع زوايا قائمة ثلاث مائة وستّون جزءًا مائتين وأربعين جزءًا وأربعًا وثلاثين دقيقةً وأمّا بالأجزاء التي بها زاويتان قائمتان ثلاث مائة وستّون جزءًا فخمسة وثمانون جزءًا وثماني دقائق