على ذلك النحو /H602/من البعد الأقرب من فلك التدوير جزأين ونصف جزء بالتقريب فكوكب الزهرة يتحرّك إذن من الاختفاء المسائيّ إلى الطلوع الصباحيّ هذه الأجزاء كلّها من فلك التدوير وهي عشرة أجزاء وإنّما تقطع هذا المقدار من الأجزاء في قريب من الأيّام التي ذكرنا وهي ستّة عشر يومًا وذلك موافق لما يرى⊙ فإذ قد بيّنت هذه الأشياء فقد ينبغي أن نصرف نظرنا إلى ما يلزم في ظهورات كوكب عطارد التي تخلّ فتبطل ونبدأ أوّلًا بأن نبيّن أنّه متى كان في مبادئ العقرب فإنّ بعده من الشمس إلى خلف ولو كان غاية البعد الذي يكون بينه وبينها لم يمكن أن يرى بالعشيّ كد: فلنضع الصورة التي وضعناها في الظهورات وننزل أنّ نقطة هاء من فلك البروج في مبدأ العقرب وهذا موضع يكون فيه المغيب زاوية باء هاء دال خمسةً وستّين جزءًا بالأجزاء التي بها زاويتان قائمتان ثلاث مائة وستّون جزءًا وتكون أصغر الخطّين المحيطين بالزاوية القائمة ثمانية وستّون جزءًا بالأجزاء التي بها الموتر مائة وعشرون جزءًا وأعظم الخطّين تسعة وتسعون جزءًا فالأجزاء إذن /H603/التي بها قوس باء دال وهي قوس البعد الكلّيّ عشرة أجزاء تكون بها قوس دال هاء سبعة عشر جزءًا وتسعًا وثلاثين دقيقةً لكن إذا كان هذا الكوكب موضعه الموضع الذي وصفناه يكون أميل إلى الجنوب عن فلك البروج بثلاثة أجزاء بالتقريب فذلك من قبل أنّ في هذه النسب الموصوفة الأجزاء أيضًا التي بها قوس لام طاء وهي قوس العرض ثلاثة أجزاء فإنّ قوس لام هاء تكون بها أربعة أجزاء واثنتين وعشرين دقيقةً وتكون قوس دال هاء لام بأسرها بهذه الأجزاء اثنين وعشرين جزءًا بالتقريب فقد يجب أن يكون بعد الكوكب من موضع الشمس الحقيقيّ هذا المقدار من الأجزاء كيما يمكن أن يرى أوّل رؤية لكن لمّا كان أكثر ما يكون بعده من موضع الشمس الحقيقيّ إذا كان في مبادئ العقرب إنّما هو عشرون جزءًا وثمان وخمسون دقيقةً فإنّا قد تقدّمنا فبيّنّا ذلك بالأبواب التي أرشدنا إليها في علم الأبعاد العظمى فظاهر أنّ ما كان كذلك من الظهورات بالواجب يخلّ فيبطل كه: وإن نحن وضعنا أيضًا مثل تلك الصورة التي للظهورات وأنزلنا أنّ نقطة هاء مبدأ الثور في الطلوع الصباحيّ عندما يكون الكوكب بحسب المسيرات الموصوفة أميل إلى الجنوب عن فلك البروج بثلاثة أجزاء وستّ دقائق بالتقريب وتكون النسب الموجودة في المثلّثات القائمة الزوايا هي تلك النسب الموصوفة بأعيانها حصلت أمّا قوس دال هاء سبعة عشر جزءًا وتسعًا