لسرعة حركتها إلى المشرق، وكان يظنّ أنّ كلّ ما سواها يتحرّك أبداً إلى نواحي المغرب. فإنّهم وإن قالوا إنّ هذا الهواء أيضاً يتحرّك مع الأرض بحركة مساوية لحركتها في السرعة، فإنّه قد يجب أن ترى أبداً حركة الأجرام التي فيه أنقص من حركتها جميعاً؛ فإن قالوا إنّ تلك ه: ثابتة لاصقة في الهواء كالملتحمة تتحرّك معه فقد يلزمها ألّا ترى قدمة ولا متأخّرة: بل تكون ثابتة أبداً ولا يكون لها انتقال ولا تردّد لا في ممرّ ما يمرّ منها ولا في طيران ما يطير ولا في ذهاب ما يرمى به منها. /H26/ وقد نرى كلّ ذلك عياناً وأنّه ليس يلزم ألبتّة شيئاً منها سرعة ولا أبطأ من قبل تحرّك الأرض. فقد يكتفي بما قلنا في الأصول التي تتقدّم باضطرار الأشياء الجزئيّة التي توضع في هذا العلم والأشياء التي تتّبعها على مذهب الإيجاز والاختصار وستثبت وتضح على الكمال الشهادة ه – خ – صح: بشهادة موافقة ما ه – خ: لما؛ ممّا نثبّته فيما بعد ممّا هو مبني عليها لما يظهر. ↑ خ: بالحسّ
The last sentence of this passage is presented as the first sentence of chapter 8 in the English translation.
⟨I.8⟩ ح: في أنّ أصناف الحركات الأوّل اللواتي في السماء اثنتان
ومع ما في الأصل: معما ذكرنا فقد ينبغي أن يكون من جمل ما نقدّم أيضاً أنّ الحركات الأوّل التي في السماء اثنتان. إحداهما التي تحرّك الكلّ أبداً من المشرق إلى المغرب بحال واحدة وأدوار متساوية السرعة وعلى دوائر مواز بعضها لبعض مدارها على قطبي الكرة التي تدير الكلّ باستواء. ويسمّى أعظم هذه الدوائر معدّل النهار لأنّ دائرة الأفق إذ هي من الدوائر العظام تقسّم أبداً هذه الدائرة من بينها بنصفين، فإذا دارت عليها الشمس اعتدل النهار والليل وتساويا عند الحسّ في جميع الأرض. والحركة الأخرى التي تحرّك /H27/ أكر النجوم الجارية إلى خلاف الحركة الأولى على قطبين آخرين لا على قطبيها. وإنّما أثبتنا ما وصفنا لأنّا إذا نظرنا إلى جميع ما في السماء في كلّ يوم رأيناه بالحسّ في اليوم الواحد يطلع ويتوسّط السماء ويغرب على مواضع متشابهة في الصورة موازية لمعدّل النهار، وهذه خاصّة الحركة الأولى. فإذا رصدنا في الأيّام المتوالية رأينا جميع الكواكب سوى الشمس والقمر والكواكب المتحيّرة ثابتاً ↑: بتة أبعاد بعضها من بعض لازمة للمواضع الخاصّيّة بالحركة الأولى على ظاهر الأمر، ورأينا الشمس والقمر والنجوم المتحيّرة تتحرّك حركات مختلفة غير مساو بعضها لبعض إلّا أنّها كلّها بالقياس إلى حركة الكلّ يتحرّك إلى المشرق وإلى النواحي التي تخلفها ورءآها الكواكب الثابتة أبعاد بعضها من بعض التي شطب الكاتب «التي» كان الذي تديرها كرة واحدة.
ولو كانت حركة الكواكب المتحيّرة والشمس والقمر تكون أيضاً على دوائر موازية لمعدّل النهار على قطبي الحركة الأولى /H28/ لكان في إثباتنا أنّ حركة الكلّ حركة واحدة وإنّ هذه الحركة تابعة للحركة الأولى كفاية. وكان من المقنع أن نقول أنّ انتقالها على الخلاف أنّما هو بالظنّ لا بأنّ لها حركة على الخلاف. ولكنّا قد نرى لها مع حركاتها إلى المشرق حركات إلى الشمال والجنوب. ونرى قدر تباعدها فيهما مختلفاً ويكاد أن يظنّ أنّ ميلها ذلك فيهما لأشياء تقذف بها ه – خ: تدفعها و{تضطرّها} إلى ذلك إلّا أنّ ميلها لو كان على هذا الوجه لكان مختلفاً غير منتظم فإذ له