من التوأمين وفي الآخر على عشرة أجزاء من الدلو وكانت النقطة من فلك البروج التي فيما بين هذين الحاصلين يحصل على عشرة أجزاء وربع جزء من الميزان فإنّ القطر الذي يمرّ بالبعد الأبعد كان موضعه في ذلك الوقت هذا الموضع فأمّا من هذه الأرصاد فإنّا وجدنا البعد الأبعد يقع على عشرة أجزاء بالتقريب من الحمل أو الميزان وأمّا بالأرصاد القديمة التي وقعت في أعظم أبعاد الكوكب من الشمس فإنّا نجده إنّما يقع على ستّة أجزاء من هذين البرجين على ما يخرجه الحساب ممّا نذكره منها⊙ فنقول إنّ في سنة ثلاث وعشرين من عهد ذيونوسيوس في الشهر المسمّى أدرن ه: هذا الاسم للشهر اشتقّ من اسم الدلو في لسان اليونانيّين منها في اليوم الحادي والعشرين منه كان عطارد بالغداة بعده من الكوكب الشديد الضياء الذي في ذنب الجدي إلى ناحية الشمال ثلاثة أمثال قطر ه - ص: قطر القمر وكان في ذلك الوقت حاصل هذا الكوكب الثابت على حسب مبادئنا نحن أعني المبادئ التي من نقطتي الانقلابين ونقطتي الاستواءين على اثنين وعشرين جزءًا وثلث من الجدي ومن البيّن أنّ ذلك كان حاصل كوكب عطارد أيضًا /H265/ وكان حاصل الشمس بحركتها الوسطى على ثمانية عشر جزءًا وسدس جزء من الدلو فإنّ ذلك الوقت كان في سنة أربع مائة وستّ وثمانين من عهد بختنصّر في شهر جوان عند المصريّين في اليوم السابع عشر منه في الغلس من الليلة التي يتلوها اليوم الثامن عشر فكان إذًا أعظم البعد الصباحيّ من المسير الوسط خمسةً وعشرين جزءًا ونصفًا وثلث جزء فأمّا بعد مسائيّ أعظم ما يكون مساوٍ لهذا البعد على الحقيقة فإنّا لم نجد فيما وقع إلينا من الأرصاد لكنّا استخرجنا بالحساب ببعدين قريبين منه بعدًا مسائيًّا مساويًا له بهذا الوجه⊙ رصدنا عطارد في تلك السنة بعينها وهي سنة ثلاث وعشرين من عهد ذيونوسيوس في الشهر المسمّى طورن ه: اشتقّ من اسم الثور في اليوم الرابع منه بالعشيّ فوجد مقصّرًا عن الخطّ المستقيم الذي يمرّ بقرني الثور ثلاثة أمثال القمر وكان يرى كأنّه يساير الكوكب المعروف بالمشترك وبعده منه في الجنوب أكثر من ثلاثة أمثال القمر فكان حاصله أيضًا على حسب مبادئنا نحن على ثلاثة وعشرين جزءًا وثلثي جزء من الثور وكان ذلك الوقت في سنة أربع مائة وستّ وثمانين أيضًا من عهد بختنصّر في شهر فامانوث عند المصريّين في عشيّ اليوم الأوّل منه وكان حاصل الشمس في ذلك الوقت بحركتها الوسطى على تسعة وعشرين جزءًا ونصف من الحمل فكان إذن أعظم العد المسائيّ من المسير الوسط أربعةً وعشرين جزءًا وسدس جزء⊙ ورصدنا أيضًا كوكب عطارد في سنة ثمان وعشرين من عهد ذيونوسيوس في شهر ديدومن ه: {...}ـومن اسم {...}ـوأمين في اليوم السابع منه بالعشيّ فوجد على غاية الاستقامة مع رأسي التوأمين ووجد بعده في الجنوب من التوأم الجنوبيّ أقلّ من ضعف ما بين رأسيهما من البعد بثلث القمر /H266/ فكان إذن حاصل كوكب عطارد في ذلك الوقت أيضًا على حسب مبادئنا نحن على تسعة وعشرين جزءًا وثلث من التوأمين وكان ذلك الوقت في سنة أربع مائة وإحدى وتسعين من عهد بختنصّر في شهر فرموثي عند المصريّين منها في اليوم الخامس منه في العشيّة التي يتلوها اليوم السادس وكان حاصل الشمس في ذلك الوقت بحركتها الوسطى على جزأين ونصف وثلث من التوأمين فكان إذن هذا البعد أيضًا ستّةً وعشرين جزءًا ونصف جزء فمن قبل أنّ مسير الشمس الوسط لمّا كان في تسعة وعشرين جزءًا ونصف من الحمل كان أعظم البعد منه أربعةً وعشرين جزءًا وسدس جزء ولمّا كان في جزأين ونصف وثلث من التوأمين كان أعظم البعد منه ستّةً وعشرين جزءًا ونصف جزء وكان البعد الصباحيّ الذي كنّا نطلب البعد ه: يعني المسائيّ الذي هو قرينه خمسةً وعشرين جزءًا ونصف وثلث جزء واستخرجنا الموضع الذي إذا كان فيه مسير الشمس الوسط كان البعد المسائيّ منه خمسةً وعشرين جزءًا ونصف وثلث جزء يفضل ما بين هذين الرصدين