/T61/ /H64/ ⟨I.11⟩ يا: في القوس التي بين الانقلابين
فإذ قد وضعنا مقادير الخطوط المستقيمة التي تقع في الدائرة، فأوّل ما ينبغي أن نبيّنه، على ما قلنا، كم مقدار ميل الدائرة المائلة التي تمرّ على أوساط البروج عن دائرة معدّل النهار، أعني أيّ نسبة هي نسبة الدائرة العظمى التي تمرّ بالقطبين جميعاً اللذين وضعناهما إلى القوس التي تنفرز من هذه الدائرة بين القطبين. ومن البيّن أنّ هذه القوس هي البعد بين النقطة التي على دائرة معدّل النهار وبين كلّ واحد من الانقلابين. وقد يدرك ذلك بآلة نتّخذها بسيطة على هذه الصفة. نعمل دائرة من نحاس معتدلة في مقدارها، مهندمة محكمة الهندام مربّعة البسيط. فنقيمها مقام دائرة نصف النهار ونقسّمها بالأقسام التي وضعنا أعظم الدوائر مقسومة بها وهي ثلاث مائة وستّون جزءاً، ونقسّم هذه أيضاً إلى ما أمكن فيها أن ينقسم. ثمّ نجعل في جوف هذه الدائرة دائرة أخرى صغيرة لطيفة مطابقة لتلك الدائرة /T62/ مطابقة يمكن معها أن يبقى وجها الدائرتين على سطح واحد، وأن تدور الدائرة الصغرى في الدائرة العظمى في سطح واحد بعينه إلى الشمال وإلى الجنوب بلا مانع يمنعها. ونجعل في جزئين متقاطرين على أحد وجهي /H65/ الدائرة الصغرى شظيّتين صغيرتين متساويتين متواجهتين مواجهتين لمركز الدائرتين، ونضع في الوسط بالحقيقة من عرضيهما مقياسين دقيقين يلقيان وجه الدائرة العظمى المقسومة. فإذا احتجنا إلى استعمال هذه الآلة نصبناها نصباً محكماً على عمود معتدل في قدره واثبتنا قاعدته في موضع مكشوف للسماء. ه – خ – صح: للشمس ورمنا أن يكون ذلك الموضع غير زائل عن بسيط الأفق حتّى يكون بسيط الدائرتين قائماً على بسيط الأفق على زوايا قائمة ويكون موازياً لبسيط دائرة نصف النهار. أمّا الأوّل من هذين فيحكم بالشاقول إذا علّق من النقطة التي تصير بعد على سمت الرأس، وقوّم بما يصير تحت الآلة إلى أن يلقى النقطة المقاطرة لها. وأمّا الثاني منهما فيحكم بأن يوجد خطّ نصف النهار في البسيط الذي العمود قائم عليه ووجود ذلك سهل وتميل الدائرتين إلى الجانبين إلى أن يرى بسيطهما موازياً لذلك الخطّ. فكنّا إذا نصبنا الآلة على هذه الصفة، رصدنا تباعد الشمس إلى الشمال والجنوب بأن ندير الدائرة الداخلة في أنصاف النهار /H66/ حتى تستظلّ الشظيّة السفلى كلّها بالشظيّة العليا كلّها. فإذا كان ذلك، دلّنا طرفا المقياسين على مقدار بعد جزء مركز الشمس في وقت الرصد من النقطة التي على سمت الرأس في دائرة نصف النهار.
وقد كان يقع لنا رصد ذلك أسهل من ذلك الباب. وذلك أنّا كنّا نتّخذ مكان الدائرتين لبنة من حجر أو من خشب مربّعة ليس فيها اعوجاج، صالحة العرض والثخن، يمكن أن يقوم في الأصل: تقوم على حرفها واحد وجهيها شديد الملاسة صقيل. ونجعل في هذا الوجه نقطة ما من النقط التي عند زواياها مركزاً ونرسم به ربع دائرة ونخرج من النقطة التي على المركز إلى القوس التي رسمناها الخطّين اللذين يحيطان بالزاوية القائمة التي يوتّرها ذلك الربع. ونقسّم على ذلك المثال هذه القوس بالتسعين الجزء ونقسّم الأجزا بأجزائها. ثمّ نعمد بعد ذلك إلى أحد الخطّين وهو الذي كنّا نصيره فيما بعد قائماً على زوايا قائمة على بسيط الأفق ونصير وضعه فيما يلي الجنوب، فنوتّد في طرفيه وتدين أسطوانيين صغيرين قائمين عليه على زوايا قائمة متساويين