تهيّأ فيها فيما بعد أن رصدت ↑أن رصدت↑: خ لمن رصد أرصاد أشدّ تحصيلاً لا يلحقها الشكّ. فإنّه قد يجب على من شرع في هذا العلم شروع مؤثّر للحقّ على الصحّة وسلك طريق البحث والتحصيل ألّا يقتصر على استعمال الأبواب التي يتجدّد ه: خ{...تجد} له المؤدّية إلى الأمر الذي لا شكّ فيه تصحيح ه – خ: في تصحيح الأصول القديمة فقط، بل يستعملها أيضاً في تصحيح ما يعتقده هو من الأصول إن كانت سبيلها تلك السبيل، وألّا يستقبح في جنب ما يتضمّنه هذا العلم إذ كان أمراً جليلاً إلهيّاً إلّا يصل ه – خ: {...يل} بنفسه وحده إلى الأمر الصواب فيه على الحقيقة بل يستعين على ذلك ه – خ: بذلك على بغيره. ه – خ: غيره ونحن واصفون الوجه الذي به تبيّن كلّ واحد من هذه الأشياء في موضعه من كتابنا هذا فيما يستأنف وأمّا في هذا الوقت فإنّا لازمون نسق كلامنا ومقبلون على تبيين المجاز في العرض.
والباب في ذلك هو ه: نحو هذا أمّا أوّلاً فإنّا عند ما قصدنا ه – خ: له لتصحيح المجاز الوسط نفسه جعلنا نطلب كسوفين قمريّين من الكسوفات التي اثبتت على غاية التحرير بينهما من الزمان أكثر ما نقدر عليه، وكان مقدار الأظلام فيهما متساويين وكانا يليان عقدة واحدة وكانا جميعاً أمّا من ناحية الشمال وأمّا من ناحية الجنوب، وكان أيضاً القمر بعده ه – خ: {...} كلّ واحد منهما بعداً واحداً. /H329/ فإنّ هذه الأشياء إذا كانت كذلك فواجب ضرورة أن يكون مركز القمر بعده سواء في كلّ واحد من الكسوفين من العقدة الواحدة بعينها في جهة واحدة، ومن أجل ذلك تكون مجازة الصحيح يشتمل في العرض على دوائر تامّة في الزمان الذي بين الكسوفين.
فأخذنا كسوفاً أوّلاً كان رصد على عهد دارا ه – خ: داريوس الأوّل ببابل في سنة إحدى وثلاثين من سنيّة في الشهر من شهور المصريّين المسمّى طوبي منها في اليوم الثالث منه في الليلة التي يتلوها اليوم الرابع منه في انتصاف الساعة السادسة منها. وقيل في هذا السكوف أنّ القمر انكسف من ناحية الجنوب إصبعين.
وأخذنا كسوفاً ثانياً رُصد بإسكندريّة في السنة التاسعة من سنيّ أذريانوس في الشهر من شهور المصريّين المسميّ ماحور منها في اليوم السابع عشر منه في الليلة التي يتلوها اليوم الثامن عشر منه قبل انتصافها بثلاث ساعات وثلث وخمس Toomer, p. 206: 3+3/5 من ساعات الاستواء، وانكسف من القمر على ذلك المثال سدس قطره من ناحية الجنوب.
وكان مجاز القمر في العرض في كلّ واحد من الكسوفين عند عقدة الذنب، /T207/ فإنّ هذا قد يستدرك أيضاً من قبل تلك الأصول التي هي غير مجرّدة ه – خ: محرّرة؛ ه – خ: محدودة فضلاً عن غيرها، وكان بعده فيهما جميعاً قريباً من السواء وأدنى قليلاً من الوسط من البعد الأقرب. فإنّ ذلك أيضاً قد تبيّن الأشياء التي تقدّم بيانها في الاختلاف. /H330/ فإذ كان القمر إذا انكسف من ناحية الجنوب كان مركزه أميل إلى ه – خ: أو أسفل من الوسط {بقليل} إلى البعد الأقرب وذلك يتسعين لنا ممّا تقدّم بيانه في الاختلاف فلأنّ إذا {قدر} انكساف القمر من ناحية الجنوب {يكون} مركزه إلى ناحية الشمال من فلك البروج. فظاهر أنّ في كلّ واحد من هذين الكسوفين كان مركز القمر متقدّماً لعقدة الذنب بالسواء. لكن أمّا في الكسوف الأوّل فكان بعد القمر من البعد الأبعد من فلك التدوير مائة جزء وتسع عشرة دقيقة. وذلك أنّ وسط زمانه كان ببابل قبل انتصاف الليل بنصف ساعة وكان بإسكندريّة قبل انتصاف الليل ساعة وثلث من ساعات الاستواء، والزمان الذي من وقت حاصل القمر كان على عهد بخت نصر إلى ذلك الوقت يجتمع منه مائتا سنة وستّ وخمسون سنة ومائة يوم واثنان وعشرون يوماً ومن الساعات الاستوائيّة أمّا على الإطلاق فعشر ساعات وثلثان وأمّا بحسب الأيّام المستويّة فعشر ساعات وربع. ولذلك كان المجاز الصحيح أقلّ من المجاز الدوريّ بخمسة أجزاء. وأمّا في الكسوف الثاني فكان بعد القمر من البعد الأبعد من فلك التدوير مائتي جزء وأحداً وخمسين جزءاً وثلاثاً وخمسين دقيقة. فإنّ هاهنا أيضاً الزمان الذي من وقت حاصل