عند أقلّ ما يكون من مسيرها عن جنبتي البعد الأبعد تنقص من المسير الوسط جزءاً واحداً وثمان دقائق والأجزاء التي للقمر في فلك التدوير وهي خمسة وعشرون جزءاً وتسع وأربعون دقيقة عند أكثر ما يكون من مسيره عن جنبتي البعد الأقرب تزيد على المسير الوسط جزئين وثمانياً وعشرين دقيقة، فإن نحن لزمنا ما تقدّم بيانه، فجمعنا الأجزاء الزائدة والناقصة التي تكون من الاختلافين جميعاً، وهي ثلاثة أجزاء وستّ وثلاثون دقيقة، وأخذنا الجزء من اثني عشر منها، وهو ثمان عشرة دقيقة، فزدناه على الأجزاء التي تنقصها الشمس كان المجتمع من ذلك، وهو جزء واحد وستّ وعشرون دقيقة، هو مبلغ ما به ينقص المسير في أقلّ ما يكون من مدّة الشهر عن المسير في المدّة الوسطى للشهر في الطول وفي العرض. فلذلك إذا كان مسير القمر في العرض في الشهر الوسط ثلاثين جزءاً وأربعين دقيقة، يصير مسيره في أقلّ ما يكون من مدّة الشهر تسعة وعشرين جزءاً وأربع عشرة دقيقة، وهذه الأجزاء تكون منها في الدائرة العظمى التي على زوايا قائمة على فلك البروج جزءان وثلاث وثلاثون دقيقة بالتقريب. لكنّ المسير كلّه بين حدّي الكسوف في الشمس إذا كان القمر في أقرب ما يكون من قربه يحصل منه /H497/ جزء واحد وستّ دقائق، فيكون ما يحصل منه بالمسير في أقلّ ما يكون من مدّة الشهر الواحد أكثر منه بجزء واحد وسبع وعشرين دقيقة. فقد يجب إذن لا محالة إن كانت الشمس قد يمكن أن تنكسف في الشهر الواحد مرّتين، إمّا أن يكون القمر لا يقع له اختلاف منظر في أحد الاجتماعين ويقع له في الاجتماع الآخر من اختلاف المنظر أكثر من جزء واحد وسبع وعشرين دقيقةφ، وإمّا أن يقع له في كلّ واحد من الاجتماعين اختلاف منظر في جهة واحدة ↑: خ و لكنّ يكون الفضل بين اختلافي المنظر أكثر من جزء واحد وسبع وعشرين دقيقةφ، وإمّا أن يكون اختلافا المنظر مجموعين أكثر من هذه الأجزاء بأن يكون اختلاف منظر أحد الاجتماعين ممّا يلي الشمال واختلاف منظر الاجتماع الآخر ممّا يلي الجنوب. لكنّ ليس من الأرض موضع يقع فيه للقمر من اختلاف المنظر في العرض في اتّصال من الاتّصالات ولا إذا كان في أقرب ما يكون من قربه أكثر من جزء واحد إذا احتسب باختلاف منظر الشمسφ. فليس يمكن إذن أن تنكسف الشمس في أقلّ ما يكون من مدّة الشهر مرّتين لا متى /T294/ لم يكن للقمر في أحد الاجتماعين اختلاف منظر ولا متى كان اختلاف منظره في الاجتماعين كليهما في جهة واحدة، إذ كان التفاضل بينهما ليس يكون أكثر من جزء واحد وكان يحتاج إلى أن يكون أكثر من جزء وسبع وعشرين دقيقة. فقد بقي أن يكون أنّما يمكن وقوع ما ذكرناه في الحال وحدها التي يكون فيها كلّ واحد من اختلافي المنظر /H498/ في جهتين متضادّتين فيكون المجتمع منهما كليهما أكثر من جزء واحد وسبع وعشرين دقيقة. ألا أنّ هذا أمّا في جهتين مختلفين من المسكونة، فقد يمكن أن يكون من قبل أنّه قد يجوز أن يكون للقمر اختلاف منظر من ناحية الجنوب عند الذين يسكنون شماليّاً عن معدّل النهار في الجهة التي تلينا من الأرض ومن ناحية الشمال عند الذين يسكنون جنوبيّاً ↑: باً (جنوباً i.e.,) عن دائرة معدّل النهار في الجهة التي يقال لها المقابلة للجهة التي تلينا من الأرض مبلغه عند كلّ واحد من الفريقين بعد اختلاف منظر الشمس من خمس وعشرين دقيقة إلى جزء واحدφ. وأمّا في جهة واحدة من المسكونة فليس يمكن وقوع ذلك في حال من الأحوال من قبل أنّ أكثر ما يقع للقمر من اختلاف المنظر على هذا المثال ه: بلغ العرض بالأمّ والحمد لله على عونه.