ترتيب فقد يجب أن يكون من قبل دائرة مائلة عن معدّل النهار. ومن هنالك نجد هذه الدائرة واحدة بعينها خاصّة للنجوم المتحيّرة. ونجد حركة الشمس ترسمها على الحقيقة وعن جنبي هذه الدائرة وعليها ممرّ القمر والخمسة المتحيّرة، ومجازها من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال من غير أن يجوز واحد منها مقدار البعد المحدود له عن جنبتيها ولا بالقليل. ولأنّا نرى هذه الدائرة من الدوائر العظام من قبل أنّ ميل الشمس إلى الشمال وإلى الجنوب عن معدّل النهار بقدر واحد، وعلى هذه الدائرة بعينها وعن جنبتيها تكون حركات الكواكب المتحيّرة كلّها إلى المشرق، وجب اضطراراً أن نثبت حركة أخرى ثانية غير حركة الكلّ تكون /H29/ على قطبي هذه الدائرة وعلى خلاف جهة الحركة الأولى.
فإذا نحن توهّمنا الدائرة العظيمة المرسومة على أقطاب الدائرتين أعني دائرة معدّل النهار والدائرة المائلة شطب الكاتب حرف «واو»؛ ه – صح: عنها علّمنا باضطرار أنّها تقطع كلّ واحدة من هاتين الدائرتين بنصفين نصفين وعلى زوايا قائمة ووجدنا في الدائرة المائلة أربع نقط: اثنتان منها اللتان يقطعها عليهما /T47/ معدّل النهار كلّ واحدة مقابلة للأخرى تسمّيان معدّلتي النهار إحداهما التي الممرّ عليها من الجنوب إلى الشمال تسمّى ربيعيّة والآخرى التي الممرّ عليها من الشمال إلى الجنوب تسمّى خريفيّة. والنقطتان الباقيتان اللتان تقطعها عليهما الدائرة العظيمة المرسومة على أقطاب الدائرتين كلّ واحدة أيضاً مقابلة للأخرى تسميّان انقلابين ↑ اخ: بيتين إحداهما التي فيما يلي الجنوب من معدّل النهار تسمّى نقطة الانقلاب الشتويّ والأخرى التي فيما يلي الشماليّ من معدّل النهار تسمّى نقطة الانقلاب الصيفيّ.
فمعلوم أنّ الحركة الأولى المحيطة بجميع الحركات الآخر ترسمها فكأنّها ↑: و تجوزها وتحدّها هذه الدائرة العظيمة المرسومة على أقطاب الدائرتين بدورانها وإدارتها معاً الجميع من المشرق إلى المغرب وهي معتمدة على قطبي معدّل النهار كاعتماد الدائرة التي /H30/ تسمّى دائرة نصف النهار عليهما التي ممّا نذكر فقط تنفصل من الدائرة التي ذكرنا المرسومة على أقطاب الدائرتين وهو أنّها ليست مرسومة دائماً على قطبي الدائرة المائلة. ولأنّها أيضاً على زوايا قائمة من الأفق في كلّ وقت تسمّى دائرة نصف النهار من قبل أنّ ما هذا وضعه إذ كان يقطع كلّ واحد من نصفي الكرة السماويّة الذي فوق الأرض والذي تحتها بنصفين صار يحدّ وسطي زماني النهار والليل.
والحركة الثانية الكثيرة الاختلاف تحيط بها الحركة الأولى وتحيط هي بأكر جميع النجوم المتحيّرة وتحرّكها الحركة الأولي التي ذكرنا وتتحرّك هي إلى خلاف ذلك على قطبي الدائرة المائلة اللذين هما ثابتان أبداً في الدائرة التي تحدّ الحركة الأولى أعني الدائرة المرسومة على أقطاب الدائرتين ومتحرّكان معهما ولأزمان في الحركة الثانية التي إلى خلاف الأولى موضعهما من الدائرة العظيمة المدارة بهما المائلة عن معدّل النهار.
⟨I.9⟩ ط: في العلوم الجزئيّة
أمّا جملة ما ينبغي أن نبدأ به من الأصول ونقدّم فهو على قدر ما وصفنا. وإذ نريد أن نبتدئ بالبرهانات على الجزئيّات التي /H31/ أوّلها البرهان الذي يوجد به قدر القوس التي بين القطبين اللذين ذكرنا من الدائرة