الأخير في ثلثي الدلو يتقدّم بالستّ الساعات التي تبقى إلى تمام أيّام كاملة فقد ينبغي إذن أن نطلب أين ومتى يمكن أن يكون القمر يقع له اختلاف منظر أمّا في أحد البرجين اللذين ذكرناهما وأمّا فيهما جميعاً عند محلّه ه – صح: في الدلو قبل محلّه؛ ه: يعني عند اجتماعه مع الشمس في الدلو قبل اجتماعه معها في العذراء بستّ ساعات يتقدّم بها وفيه من نهار يومه وقت الآخر من نهار يومه إيّ يوم كان. في العذراء بستّ ساعات أكثر من الخمس والأربعين الدقيقة التي لنا.
وأمّا من ناحية الشمال فلسنا نجد القمر في موضع من المواضع المسكونة قبلنا بالوجه الذي ذكرناه يقع له اختلاف منظر هذا مبلغه ولذلك صار غير ممكن أن تنكسف الشمس في أطول ما يكون من مدّة خمسة أشهر ه – صح: مرّتين في مسير القمر من ناحية الجنوب عن فلك البروج أعني إذا كان في الاجتماع الأوّل منصرفاً عن عقدة الذنب وكان في الاجتماع الأخير ذاهباً إلى عقدة الرأس. وأمّا من ناحية الجنوب فقد يمكن في الفرط عند الذين يسكنون من بعد معدّل النهار ممّا يلي الشمال أن يقع للقمر اختلاف منظر في البرجين الموصوفين عليهما عند وضعه قبل ستّ ساعات متى كان الغارب في الاجتماع الأوّل الثلثين من العذراء، وكان المتوسّط للسماء في الاجتماع الثاني الثلثين من الدلو. فإنّا في مثل هذه الأوضاع نجد القمر في بعده الوسط يقع له اختلاف منظر /H492/ من ناحية الجنوب إذا احتسب ه: بقي أن ينقص منه باختلاف منظر الشمس أمّا عند من كان مسكنه تحت معدّل النهار أمّا إذا كان موضعه على ثلثي العذراء فاثنتان وعشرون دقيقة وأمّا إذا كان موضعه على ثلثي الدلو فأربع عشرة دقيقة، وأمّا حيث أطول ما يكون من النهار اثنتي عشرة ساعة ونصف فإنّ في وضعه على ثلثي العذراء يكون اختلاف المنظر سبعاً وعشرين دقيقة وفي وضعه في الدلو على الثلثين يكون اختلاف المنظر اثنتين وعشرين دقيقة. فلذلك يكون الاختلافان جميعاً يزيدان على الخمس والأربعين الدقيقة التي ذكرناها بأربع دقائق فكلّما ↑: و (وكلّما i.e.,) كان اختلاف المنظر من ناحية الجنوب في المواضع التي هي أميل إلى الشمال أكثر، فمن البيّن أنّه قد يمكن أن يظهر كسوف الشمس عند من يسكنها مرّتين في أعظم ما يكون من مدّة خمسة أشهر أكثر، وأنّما يكون ذلك في مسير القمر من ناحية الشمال عن فلك البروج فقط أعني متى كان في الكسوف الأوّل منصرفاً عن عقدة الرأس وكان في الكسوف الثاني ذاهباً إلى عقدة الذنب.
وأقول أيضاً أنّه قد يمكن أن تنكسف الشمس عند أهل بلد واحد بعينه مرّتين في أقصر ما يكون من مدّة سبعة أشهر وذلك أنّا إذا كنّا قد ه – خ: إذ كنّا حينئذ بيّنّا أنّ مسير القمر في العرض في أقصر ما يكون من مدّة سبعة أشهر مائتا جزء وثمانية أجزاء وسبع وأربعون دقيقة، وكانت القوس من الدائرة المائلة التي فيما بين الذهاب إلى إحدى العقدتين وبين الانصراف عن القعدة الأخرى، إذ هي أعظم قوس تنفرز بين الحدّي ذوي الكسوف، فإنّ أجزاء هذه المدّة في الشمس أيضاً تجتمع في ه – خ: من بعد القمر الوسط مائة واثنان وتسعون جزءاً وأربع وعشرون دقيقة. /H493/ فمن البيّن أنّ القمر إذا لم يكن له أيضاً اختلاف منظر فليس يمكن وجود ما ذكرناه من قبل أنّ القوس من الدائرة المائلة التي لأقلّ ما يكون من مدّة سبعة أشهر /T292/ أعظم من أعظم قوس تنفرز بين الحدّين ذوي الكسوف في الشمس بأجزاء مبلغها أمّا في الدائرة المائلة فستّة عشر جزءاً وثلاث وعشرون دقيقة، وأمّا في الدائرة التي تمرّ بقطبي فلك البروج فجزء واحد وخمس وعشرون دقيقة. وأمّا حيث يمكن أن يقع له من اختلاف المنظر ما يكون معه اختلاف المنظر في أحد الاجتماعين اللذين في الطرفين أيّهما كان أو اختلافا منظر الطرفين مجموعين