وما أشبهها عسر وقوعها بأن يجعل نظره فيما قلنا ↑: قبلنا من الأشياء التي تتّخذ بالحيلة ولطف الصنعة وصعوبتها وعسر وقوعها وذلك أنّه ليس ينبغي أن يقاس على الأمور الإلهيّة بالأمور الإنسيّة ولا أن يقصد لتصحيح ما هذا مبلغ جلالة خطره نتناول المثالات له من الأمور التي هي في غاية البعد من الشبه به فإنّه لا شيء أبعد شبهًا عن الأشياء التي هي أبدًا على مثال واحد من الأشياء التي ليست كذلك ولا في وقت من الأوقات ولا أبعد شبهًا عن الأشياء التي تعتورها العوائق من كلّ جهة من الأشياء التي لا يلحقها عائق لأمر غيرها ولا من أنفسها بل إنّما ينبغي أن يلتمس بغاية ما يمكن أن يطابق بالحركات التي في السماء أبسط ما يكون من الأصول التي يجري أمرها عليها وإن لم يتهيّأ ذلك التمس من الأصول ما يمكن أن يكون يسوغ به ويلتئم فإنّا إن وجدنا بجهة من الجهات كلّ واحد من الأشياء التي يرى فيها لازمًا لتلك الأصول التي توضع /H533/لها غير مغادر لها لم يكن لاستنكار أن يكون ممكن أن يكون مثل هذا التركيب والاشتباك قد لحق الحركات السماويّة موضع إذ كان ليس فيها طبيعة مانعة ولا عائقة أصلًا بل طبيعتها موافقة لأن تطاوع وتوالي وتنقاد للحركات الطبيعيّة لكلّ واحد منها وإن كانت متضادّةً حتّى إنّها كلّها تقوى على أن تنفذ في الصبيبات كلّها على الإطلاق التي منها قوامها ويظهر فعلها فيها وإنّ سهولة السلوك ليست إنّما هي في الدوائر الجزئيّة فقط بل في الأكر أنفسها أيضًا وهي مجاور دورانها فإنّ اشتباك هذه أيضًا في الحركات المختلفة وركوب بعضها على بعض حتّى تتطابق أمّا في التماثيل الذي نتّخذها نحن فإنّا نجده صعبًا عسر المرام وإذا التمس فيها أن تكون الحركة لا مانع لها وأمّا في لسماء فإنّا نجد الحركة ليس يمنعها ولا يعوقها ↑: يفوقها هذا الاختلاط من جهة من الجهات أصلًا ومعنى البسيط أيضًا نفسه في الأجرام السماويّة ليس إنّما ينبغي أن يحكم عليه من الأجرام التي قبلنا التي يظنّ أنّها بهذه الصفة إذ كنّا نجد البسيط فينا أنفسنا ليس هو بعينه البسيط في كلّ شيء على مثال واحد فيكون إذا سلكنا هذا الطريق من النظر لم نر أنّ شيئًا ممّا يكون في السماء بسيط ولا الحال نفسها التي للحركة الأولى التي لا تتغيّر فضلًا عن غيرها من قبل أنّ هذا المعنى نفسه أعني أن يكون الشيء في كلّ زمان على مثال واحد ليس هو فينا إنّما هو صعب عسر /H534/بل غير ممكن أصلًا فأمّا في الطبائع التي في السماء نفسها وفي حركاتها التي لا تتغيّر فليس ذلك بصعب ولا عسر فإنّا بهذا الوجه يتبيّن لنا أنّها كلّها بسيطة وأنّها أحرى بذلك من الأشياء التي قبلنا ممّا نظنّ به أنّه بهذه الصفة إذ ليس يمكن أن يتوهّم أنّه ينالها في دورانها ضرب من الكلال ولا مشقّة بوجه من الوجوه⊙
⟨XIII.3⟩ جـ: في مقدار ميل ميل وانحراف انحراف
أمّا جملة الأمر في موضع ميل الدوائر في مرتبته فمن هذه الأشياء يمكن الإنسان أن يستخرجه حتّى يقف عليه وأمّا المقادير الجزئيّة في كلّ واحد من هذه الكواكب للقسيّ التي تجوزها الميول من الدائرة